السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثت مشكلة بيني وبين خطيبي بسب تدخل عائلتي، وفسخت خطوبتي منه، وبعد أن مضى حتى الآن شهر على الحادث أصبحت أعاني من عذاب الضمير؛ لأنه لطالما كان يحسن إلي، فهل اعتذاري له سيطيح بكرامتي؟ وهل سيفهم ذلك على أنه ضعف؟ أرجو أن تشيروا علي بما يمكنني فعله، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كرامة الإنسان في متابعته للحق والصواب، وشجاعته في الاعتراف بالخطأ، وفي إنصافه من نفسه وانتصاره على هواه، وقوته في سيطرته على نفسه عند الغضب، ونطقه بكلمة الحق في الرضا والغضب، ومرحبا بك في موقعك وبين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.
رغم أنه لم يتضح لنا سبب الخلاف، إلا أنه من أطراف خارجية، وهذا مما يهون الأمر ويساعد بعد توفيق الله على حل القضية، ونقترح عليك ما يلي:
1- اللجوء إلى من بيده ملكوت كل شيء.
2- المسارعة بإيصال مشاعرك ووجهة نظرك إلى خطيبك عن طريق إحدى محارمه.
3- اختيار الوقت المناسب لإعادة طرح الموضوع بعد عودة النفوس إلى هدوئها وصوابها.
4- طلب مساعدة العقلاء والفضلاء من محارمك.
5- إدراك الحقيقة الواردة في قوله تعالى: ((ولا تزر وازرة وزر أخرى))[الأنعام:164].
6- ليس في الاعتذار ضعف، وإنما الضعف في الجهل في التمادي في الباطل والعناد.
7- دعوة الجميع للاستغفار والتوبة، فإن الذي حصل بسبب ذنوبنا، قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))[الشورى:30].
8- عدم إعطاء المشكلة أكبر من حجمها، والاجتهاد في محو آثار الخلاف بعد معالجة أسبابه المباشرة.
9- مطالبة الأطراف المخطئة بالاعتذار.
10- إشاعة جوانب الإحسان عن خطيبك في وسط أفراد أسرتك.
11- الاقتراب من والدتك أو عمتك أو خالتك، وإيضاح ما يدور في نفسك وطلب المساعدة منها.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله، فإن الله يتولى أهلها، وندعوك للصبر؛ فإنه سبحانه مع الصابرين، وعليك بالإحسان إلى والديك وأرحامك وجيرانك، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وبالله التوفيق والسداد.