السؤال
أنا فتاة أعيش في بيئة غير مبالية بأوامر الله ونواهيه، لدرجة أن الربا فيها أسهل من شرب الماء، بخلاف وجود عم لي وهو الذي يحثني على الالتزام، حاولت أكثر من مرة أن أغير من طريقة معيشتي، ولكني لم أستطع، لدرجة أنني قررت فيها الاستسلام للواقع الذي أعيشه، فما الحل وما الطرق التي تساعدني على الالتزام؟
فأفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العم صنو الأب، وهنيئا لك بعم كريم يعينك على الصلاح والسداد.
ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يلهمك التوفيق والرشاد، ومرحبا بك في موقعك مع آباء وإخوان يسألون الله لك الخير والثبات.
لا شك أن وجود الإنسان في بيئة غير مبالية أمر مخيف وخطير، ولكنه لا يبيح التفلت من الأحكام والتساهل في أمر الآثار، فإن أهل النار قالوا: (( وكنا نخوض مع الخائضين ))[المدثر:45]، والعاقلة تسير في طريق الخير ولا تغتر بكثرة الهالكات والهالكين، وتمشي في طاعة الله مهما كانت قلة السالكين، وأرجو أن تعلمي أن الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس.
ونحن نتمنى أن تقدمي طاعة الله، ولا تستسلمي للباطل، وابتعدي عن الربا والريبة، واقتربي من عمك الفاضل، واستمعي لوصاياه، وابحثي عن الرفقة الصالحة، فإن لم تجديهن فاتخذي الكتاب جليسك، فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.
وأرجو أن تكرري المحاولات بعد أن تتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وصدقي بالأعمال النيات، واعلمي أن الإيمان لا يكون بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقة العمل، فاشغلي نفسك بطاعة الله عز وجل، ولا تقولي ما بال الدنيا مظلمة، ولكن رددي في ثبات هأنذا مضيئة، واعلمي أن ثباتك على الحق دعوة للأخريات.
ومرحبا بك في موقعك وهنيئا لك بهذه المحاولات.
ونسأل الله أن يلهمك الثبات حتى الممات.
وبالله التوفيق والسداد.