السؤال
أنا كنت أعيش في سوريا أنا وزوجي؛ لأنه ترك الإمارات، لكني لم أتحمل العيش مع حماتي وابنتها، فقد كانا قاسيين علي، فقررت أن أرجع إلى الإمارات، واشتغلت في دوام 9 ساعات وأترك ابنتي كل هذا الوقت مع أمي ترعاها، أخاف أن أكون أخطأت في حق ابنتي، لكن هنا أستطيع أن أوفر لها كل شي، وأستطيع أن أرتاح، وزوجي عن قريب سيلحقنا، هل أنا استعجلت أم كان يجب علي أن أتحمل العيش هناك في بيت أهل زوجي؟ أنا مللت الحياة كلها ولا أستطيع التحمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العبرة بموافقة الزوج وبرضاه عن سفرك وتصرفك بشأن طفلتكما، وإذا لحق بك الزوج فذلك خير كثير، وننصحك بعدم الحديث عن أهله إلا بالخير، فلا بد من طي تلك الصفحة ومرحبا في موقعك وبين آبائك وإخوانك.
ولا أظن أن والدتك تقصر في رعاية طفلتك، ونتمنى أن تقومي بدورك بعد عودتك حتى تنال الطفلة جرعات العطف والاهتمام، فإن حاجتها إلى ذلك لا تقل عن حاجتها للطعام والشراب.
ولست أدري ما هي المشاكل التي حصلت بينك وبين أهل الزوج! ولكني أنصحك بأن تشجعي زوجك على القيام بدوره كاملا تجاه والدته، وأن تتحملي منهم من أجله، فإن الله يغضب عليه إذا قصر في حق والدته، كما أن الإنسان لا يجد أما إذا فقد أمه لكنه يجد زوجة وزوجات، وحبذا لو تمكنت من تلطيف الجو مع أهل زوجك، فإنه من الحكمة والفضل أن ينسى الإنسان ما حصل، وأن يفتتح صفحة يطيع فيها الله عز وجل، والسعيد في الناس من تاب ورجع قبل حلول الأجل، فاتقي الله وتجنبي ما يجلب الشقاق والخلل، واعلمي أن الله يجازي كل امرئ بما فعل ومرحبا بك في موقعك.
ونسأل الله أن يحقق لك المقاصد والأمل.
وأرجو أن يشاركك زوجك في التربية بعد وصوله إليكم.
وأرجو أن يجد فيكم القدوة الحسنة، ويرى فيكم الحرص على الصلاح والصلاة، واعلموا أن أول ما نبدأ به في إصلاحنا لأبنائنا هو إصلاحنا لأنفسنا؛ لأن أعينهم معقودة بأعيننا، فالحسن عندهم ما استحسناه والقبيح عندهم ما استقبحناه، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يغفر لنا إسرافنا في أمرنا.
وبالله التوفيق والسداد.