السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
فضيله الشيخ! أنا أخاف الله كثيرا، والحمد لله؛ أنا مسلمة أعيش مع أبي وزوجته، وأمي في ولاية أخرى، وهي غير مسلمة لكن لها مبادىء، فهي لا تعارض إسلامي، وأنا غير قادرة على العيش مع زوجة أبي ولا أريد أن أسبب لهم المشاكل، لكن أبي غير موافق لكي أعيش مع أمي، وأنا والله لدرجة أني لا أنام، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهنيئا لك بإسلامك، وهنيئا لك بخوفك من الله، وأبشري فلن يضيعك الله، ونسأل الله لك الثبات والسداد، ومرحبا بك في موقعك مع آبائك والإخوان.
ولست أدري ما هي أسباب نفورك من زوجة أبيك وعدم رغبتك في العيش معها؟
وهل بالإمكان طرح الأسباب والمبررات على والدك حتى يتمكن من حل الإشكال إما بإنصافك من زوجته وصيانة حقوقك، أو السماح بالذهاب للوالدة إذا كنت تأمنين عندها على دينك وعرضك، ونحن يهمنا بالدرجة الأولى ثباتك على الإيمان وبعدك عن بيئة الفسوق والعصيان.
ونحن نتمنى أن تعرضي معاناتك بأدب وهدوء على والدك، وأرجو أن يتفهم الوضع، ولا مانع بعد ذلك من عرض الأمر على أعمامك وكل من يمكن أن يؤثر على الوالد من العلماء والفضلاء، ولكني أتمنى أن تقدري مشاعر والدك ورغبته في مصلحتك التي ربما لم تتحقق لأنه لم يدرك ما يدور في نفسك وما يحصل لك، وأحسب أنه يحبك ويريد لك الخير، وأرجو أن تزيدي من برك له واهتمامك به فإن طاعته وبره مما يرضي الله.
وقد أسعدتني مشاعرك الطبية ورغبتك في عدم إثاره المشاكل بين والدك وزوجته، وهذا أمر تشكرين عليه، ونسأل الله أن يعوضك بذلك خيرا وأن يهيئ لك من الأمر رشدا وفرجا ومخرجا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله سبحانه مع المتقين، ييسر أمورهم ويدافع عنهم، كما نتمنى أن تزودي نفسك بمقدار كبير من الصبر، فإنه نصف الإيمان، وعاقبته فيها الخير والسعادة والاطمئنان، وننصحك بأن تنظري للقضية بصورة شاملة وتنظري في الحلول البديلة، وتجعلي غايتك العظمى إرضاء الله، ولا تخالفي والدك وتفهمي وجهة نظره وحاوريه بوضوح.
ونسأل الله أن يعجل لك بزوج صالح يخرجك مما أنت فيه، وينسيك بحسن عشرته كل ما كنت تعانينه، ومرحبا بك، وكم نحن سعداء بثقتك في نفسك التي حملتك للإيمان ودفعتك للخوف من الرحمن، فاشكري ربك المنان واشغلي نفسك بطاعته مدى الأزمان.
وبالله التوفيق والسداد.