السؤال
السلام عليكم
أعاني من الرشح الدائم في الصيف والشتاء منذ أربع سنوات، ومن ضيق في التنفس، خصوصا في الليل، ذهبت إلى الطبيب وقال لي أن هذه حساسية، وتناولت ال Zyretic and nasscort تحسنت قليلا لكنني لا أزال أعاني من ضيق في التنفس، فما هو العلاج؟ خصوصا أني مؤخرا أصبحت أشعر بشكات (وخز)في صدري.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا قد لا يكون رشح كما وصفته، وإنما الإحساس بأعراض الرشح مثل احتقان الأنف، واستمرار سيلان السوائل من الأنف، وسببه كما قال لك الطبيب المعالج هو حساسية في الأنف.
وعادة تختلف أعراض حساسية الأنف حسب حدتها، ففي حالة الحساسية العرضية وهي بسيطة تتظاهر بسيلان كثيرة مائية تصب من الأنف، وتستمر هذه الأعراض ثلاثة أو أربعة أيام يعود بعدها المصاب إلى كامل طبيعته، وسبب هذه الأزمة الطارئة تعرض الشخص إلى نوع مثير من الغازات أو المواد الطبيعية.
وفي حالة الحساسية الفعالة أو النشطة تبدأ الحالة بنوبات متلاحقة من العطش الشديد، مع إحساس بأن الأغشية المخاطية للأنف متهيجة تهيجا شديدا، والشعور بأكلان في أنسجة الأنف الداخلية، وانسداد الأنف، وعدم القدرة على التنفس، وإفراز كميات كبيرة مائية من الأنف، وبفحص المريض في هذه الأثناء نجد تورما ظاهرا بالأنسجة الداخلية للأنف لونه بنفسجي أو مائل للحمرة، وشدة إحساس المريض وتهيجه عند لمس الغشاء الداخلي للأنف.
وأهم ما يميز هذا الإفراز كمياته الوفيرة والتي لا تترك أثرا في المنديل، بل ويبدو كأنه وضع في حوض ماء ثم أخرج منه، كما يحدث تهيج واحتقان شديدان بالحلق، وتتأثر حاسة الشم تأثرا شديدا، وتصل أحيانا إلى درجة الانعدام، مع عدم الإحساس بطعم أي شيء، وتظهر هذه الشكوى بوضوح عند المدخنين، ويحس المصاب بثقل بالسمع، وإحساس خاطئ بأن الأذنين مملوءتان بالماء.
وتشتد هذه الأزمات عند القيام بمجهود عضلي كبير، أو المشي لمسافات طويلة، أو التعرض لتيارات هوائية شديدة، أو التغير المفاجىء في درجات الحرارة، وإلى جانب هذه الأعراض فقد يشكو المريض من تورم العينين مع احمرار في القرنية، وإفراز كميات هائلة من الدموع.
أما الصحة العامة فغالبا لا تتأثر، إلا ارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة، مع عدم القدرة على التركيز والتعب لأقل مجهود، وقد تكون الحساسية مزمنة، وفي هذه الحالة تتركز شكوى المريض في أنه لا يكاد يفيق من نوبة من نوبات الزكام حتى يصاب بنوبة جديدة، وتتلاحق الأزمات بكثرة، وفي كل مرة تكون أشد من المرة السابقة، وبعد ذلك يزداد تورم الأغشية المخاطية، ويبدأ ظهور اللحمية أو ما يسمى بالحويصلات.
وعلاج حساسية الأنف يقتضي أولا تجنب العوامل التي تعرض المريض للحساسية، مع علاجها موضعيا هي والأعراض التي تصاحبها، واستعمال أنواع معينة من الأمصال.
ويقتضي العلاج أيضا العناية بالصحة العامة، وتجنب الإرهاق، والتوتر العصبي، والانفعالات العاطفية، وتجنب الأماكن الرطبة، والمتربة، واستعمال المياه الباردة في غسل الوجه لتنشيط الدورة الدموية في الأنسجة المبطنة للأنف، مع العناية بالغذاء، وتجنب الأطعمة المثيرة للحساسية كالبيض والسمك والمانغو والفراولة والإكثار من الفاكهة التي تحتوي على فيتامين ج، واستئصال البؤر الصديدية، في الأسنان واللوزتين، وعلاج المثانة والبروستات.
ومهم جدا متابعة الطبيب المشرف على العلاج، وضيق التنفس أحد أعراض حساسية الأغشية التنفسية العلوية، أما الشكات في الصدر، فقد تكون من عضلات الصدر وهذه ليست لها على الأكثر علاقة بالحساسية.
وبالله التوفيق.