تراجع الفتاة عن الزواج بعد حب طويل دام بينها وبين خطيبها، ما رأيكم؟

0 510

السؤال

في يوم وليلة وبدون مقدمات خطيبتي تراجعت عن الزواج، واعتبرت أن ما حصل عبارة عن غلطة منها، فبعد أكثر من سنة خطبة، و (9 أشهر) من عقد القران، وبعد أن وثقت ثقة تامة بحبها لي ووعودها لي تغيرت ولم أعرف السبب؟ وجميع الاستفسارات منها ترد بعبارة (ما أدري)؟

أثق في خطيبتي ثقة عمياء والكل يشهد من أهلها وأهلي وصديقاتها أنها مغرمة بي، وتتكلم عني دائما ولكن ما حصل الآن وضعنا في حالة استغراب جميعا فلا أحد يعرف السبب؟

اعتقدنا أنها عين أو نوع من السحر، ولكن بعد الكشف عنها والرقية عليها تبين أنها لا تعاني من أي أعراض خارجية، وإنما الأحرى بأنها نفسية.

تحسنت العلاقة بعدها بأسبوع وأصبحت تتكلم وتخرج معي لكنها تغيرت في تعاملها معي، فالمعروف عنها أنها رومنسية وعاطفية تلاشت كل هذا بعد هذه المشكلة، وأصبحت تعاملني بشيء من الجفاء، تتكلم معي ونخطط عن مستقبلنا ونضحك وفجأة تتغير وتقول لي: لا أريد الزواج؟

الوضع محير فهي لا تريد الانفصال وتعرف أنها سوف تندم في حالة الانفصال، وفي الوقت ذاته لا تريد الزواج.

صبرت وتعبت وأنا أنتظر منها تراجعها وإن كنت لست واثقا من حبها لي لكنت تركتها منذ مدة.

أريد الحل الصحيح والوضع الطبيعي الذي يجب أن أكون عليه فأخاف أن أبدأ في تجهيز منزل الزوجية وبعدها ترفض الزواج فماذا أفعل؟

لا أعرف المصير، هل سوف أتزوج بها أم لا؟ فأنا معلق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك للتوجه إلى مقلب القلوب، والاستغفار من الذنوب، ومكاشفة العقلاء من محارمها، وتشجيعها على طاعة ربها، والاجتهاد في معرفة ما يضايقها، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل بحول الله وقوته إصلاح العطب.

ولا يخفى على أمثالك أن العلاقات العاطفية الطويلة تجلب الملل وتفتح الأبواب لتدخل الأهل، واعلم أن أهل الزوجة يزعجهم ويخيفهم التأخر في إتمام مراسيم الزواج، فإن الرجل قد يغير رأيه وتكون الكارثة، وهذا يجعلهم يسمعوا الفتاة كثيرا من الكلام والتوجيهات التي ربما كانت آثارها سلبية.

وأرجو أن تعرفوا أن الرومانسية والعاطفية ينبغي أن تكون بعد إتمام الدخول والذهاب لمنزلها، وإذا كنت واثقا من ميلها إليك فاجتهد في إكمال مراسيم الزواج، وأعلن رغبتك في ذلك وتفرغ لإعداد المتطلبات وقلل الزيارات والخرجات، وحاول معرفة آثار كل ذلك عليها وعلى أسرتها.

ولا بأس من تكرار عرضها على طبيبة موثوقة والتأكد من مواظبتها على صلاتها وذكرها وتلاوتها مع ضرورة البعد عن المخالفات الشرعية، فإن الإنسان يرى أثر معصيته لله في نفسه وأهله وكان بعض السلف يقول: (ما حدث خلاف بين أخوين أو زوجين إلا بذنب أحدثه أحدهما).

وأرجو أن تتجنبوا فتح الملفات القديمة واحرصوا على غرس الثقة في النفوس، واعلموا أن الحياة الزوجية ميثاق ومسئولية وليس مجرد مجاملات ورومانسية، وقد آن الأوان لتقديم العقل على العاطفة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والإحسان إلى زوجتك والتعامل مع طرفها بتأن وروية وقدر مشاعرها واصبر عليها، وعود نفسك كثرة اللجوء إلى الله، واستخر في كل أمورك من بيده الخير والأمر، وشاور من حضرك من العقلاء.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينكما في خير.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات