كيفية تغيير طباع الزوجة إذا كانت قليلة الكلام وغير اجتماعية

0 514

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي بأن زوجتي ليست اجتماعية، فهي لا تتحدث كثيرا - لا معي ولا حتى مع زميلاتها - فطبيعتها الهدوء والسكوت، وعندما تخرج مع أخواتي أو صديقاتها تخبرني عما حدث باقتضاب شديد، ولكن عندما أتحدث مع أخواتي فإنهن يتكلمن معي ويخبرنني عن كل شيء.

زوجتي طيبة وحنونة، ولكن مشكلتها السكوت، فهي عكسي تماما، فأنا اجتماعي وأحب من يشاركني الحديث، وهذا ما لا أجده في زوجتي، فكيف لي أن أغير طبعها؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أحسن من قال: الصمت زين والسكوت سلامة *** فإذا نطقت فلا تكن مهذارا.

ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت عن شر فسلم، وما من رجل إلا ويتمنى أن تقلل زوجته من الكلام، وذلك لأن المرأة عندها قدرة على الكلام ورغبة في كثرته، حتى قال العلماء المرأة تتكلم في اليوم نحوا من عشرين ألف كلمة، في حين أن الرجل لا يزيد عن ثمانية آلاف كلمة.

من طرائف ما ورد في ذلك أن امرأة شكت زوجها للقاضي وطلبت الطلاق، فلما سألها عن السبب أخبرته أنه لم يتكلم معها لمدة تزيد عن السنتين، فقال القاضي للرجل: ولماذا ؟ فقال: لأنني أنتظر سكوتها حتى أتكلم، وقيل لبعض السلف إنك قليل الكلام، فقال أسكت فأسلم وأتكلم فأغنم، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.

أما بالنسبة لمشكلتك مع زوجتك فقد أسعدني اعترافك بأنها طيبة وحنونة وهذا هو المهم في الأمر، وإذا كان السكوت من طبيعتها فإنها تعذر في كل ذلك، وأرجو أن تشجعها على زيادة التفاعل والمشاركة، وقد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت.

أرجو أن تكتشف الوسائل التي تعبر بها عن مشاعرها، ولا تحرمها من المعاملة اللطيفة واللمسات الحانية، ولا تشتكيها لأحد من الناس، ولا تقارنها بأخواتك ولا بغيرهن، كما أرجو أن تعرف اهتمامات زوجتك، وتدخل إلى عالمها، وتتعرف على فلسفتها وطريقتها في الحياة.

من الضروري أن تتذكر ما فيها من الإيجابيات، واعلم أنك لن تجد امرأة خالية من العيوب، كما أنك لست بخال من العيوب، واحمد الله الذي لم يجعلها سليطة اللسان، وأرجو أن تشعر معك بالأمان، وذلك بأن لا تؤاخذها بما يرد في اللسان، ولا تقلل من اهتماماتها ولا تعلق على طريقتها في الكلام، وذكرها بلطف بحاجتك للمشاركة حتى لا تضطر إلى الجلوس طويلا مع الأصدقاء خارج المنزل، وذلك لأن الإنسان إذا لم يجد من يتفهمه فإنه يبحث عن وسائل يشبع بها هذا الجانب كالهاتف والإنترنت والشاشات، وكل ذلك خصم على سعادة الأسرة، وتضييع للأولويات.

كما نرجو أن تحاولوا عمل طاعات مشتركة كتلاوة القرآن والسجود للرحمن.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات