نصيحة لمن يشاهد الأفلام الأجنبية.

0 350

السؤال

أعاني من كثرة رؤية الأفلام الأجنبية التي فيها الأكشن والمغامرات وما شابه ذلك، ولكني أراعي الأخلاق الإسلامية عند رؤيتي للأفلام، فعندما أرى شيئا فاحشا فإني أزيله عن طريق تغيير القناة، ثم بعد فترة قليلة أرجع إلى الفيلم ذاته.

فهل ما أفعله صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن من حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، (ألا وأن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)، فراقب الله في خلواتك وابتعد عن الشر وأهله وقنواته، واعلم أن ترك الذنب من أصله أهون من محاولة تفادي أثره، وليس في قنوات المغامرات والأكشن أدنى مصلحة، فكيف إذا كانت أجنبية لا تراعي الضوابط الشرعية؟ وليس عند القوم قيم مرعية، وقد اشتكى منها حتى الكافرين الذين فيهم بقية من الفطر السوية، علما بأن ثقافة الشاشات تهتم بالقشور، وتعطل قدرات الإبداع عند المتلقي، بالإضافة إلى الأضرار الأخرى الكثيرة، كما أنك تعطل دراستك، وتضيع وقتك بالجلوس أمام تلك البرامج، وأخطر من كل ذلك ما تتركه تلك البرامج من آثار على قلبك.

وإن الإنسان يرفض الشر في البداية، ثم إن لم يحل بينه وبينه ألفه واعتاده، ولذلك فإن كثيرا من المنكرات التي اعتاد الناس عليها لو رآها السلف الأبرار لغضبوا فيها لله.

ولا يخفى عليك أن الصحيح هو ترك هذه البرامج جملة وتفصيلا؛ فإن (البر ما أطمأنت إليه النفس، والإثم ما تردد في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس؛ وأن أفتاك الناس وأفتوك). وأرجو أن تحرص على متابعة القنوات النظيفة، مثل قناة المجد التي تشتمل على المفيد والأخبار الصادقة والتحليلات النافعة، وأقبل على عبادتك ودراستك، وابحث لنفسك عن رفقة صالحة. وأرجو أن تضع مثل هذه الأجهزة في الصالة، وليس في حجرتك الخاصة؛ فإن للشيطان مكائد ومصائد، والمعصوم من عصمة الله، فكن مع الله، واحرص على ذكره، وتجنب الوحدة؛ فإن (الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد) والوحدة شر، ولكنها أفضل من صديق السوء، واعلم أن النظر سهم مسموم من سهام الشيطان، والسهم المسموم يفسد البدن، والنظر الحرام يفسد القلب. فاتق الله في نفسك. واشغل نفسك بالمعالي، واعلم أن الشباب فرصة، وأن القوة نعمة، وقد قالت حفصة بنت سيرين: يا معشر الشباب! عليكم بالعمل؛ فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، والحرص على طاعته، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات