السؤال
السلام عليكم
لا يوجد عندنا في البيت جهاز تلفاز، ولدينا من الأبناء ثلاثة أولاد وخمس بنات، أعمارهم تتراوح من سنة إلى 24 سنة، ويوجد لدينا جهاز كمبيوتر ولكن الكثير من الأقارب والجيران يقولون: يجب أن تحضروا جهاز تلفاز حتى تكونوا على علم بالأخبار وما يستجد في العالم من علوم وتقنية، وذلك لتثقيف أبنائكم، وتستطيعون أن تحددوا ما تشاهدون بالربط على قناة معينة؛ المجد مثلا.
أما أفراد الأسرة فمنهم المرحب بالفكرة ومنهم المعارض، والجدة معنا في البيت وهي ممن يحض على إحضار تلفاز وذلك لمشاهدة القنوات الإسلامية والصلاة من الحرمين والوقوف بعرفة، مع العلم بأن من الأبناء من ختم القرآن الكريم ومنهم من لا يزال في حلق التحفيظ، إضافة إلى الدراسة في المدارس المعتادة، ونحن نريد الرأي في هذا الموضوع.
هل ندخل جهاز التلفاز إلى البيت، وهل هناك جهاز يجعل البث من قنوات معينة، وما هي القنوات التي يمكن الاستفادة منها؟ نريد ردا شافيا موافقا للشرع ويواكب هذا العصر، وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نبيل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن في قناة المجد خير كثير، وهي عامرة بقنوات الخير، بل إنها بمثابة الجامعة التي توصل العلوم الشرعية إلى البيوت، مع ضرورة أن يستمر أبناؤك في حلق التحفيظ، وفي هذه القناة كفاية لمريد الخير، لأنها تتميز بتحليلاتها الإخبارية المميزة، وباهتمامها بقضايا الأمة في محاولة جادة لإبراز الحقائق بعيدا عن التأثر بالإعلام العالمي الذي يصغر العظائم ويكبر الصغائر ويكيل بمكيالين ولا عجب، فإن الإعلام من أخطر ما نحارب به، وصدق الله العظيم: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا)[آل عمران:186].
وليس كل ما يقوله الناس صحيحا، فإن الإعلام في الغالب يهتم بالقشور ويعظم من لا يستحق التعظيم، ويضيق الفرص أمام الأخيار، ويحاول هدم ما تبقى من عناصر الثقة في النفوس، ومنه تتعلم المرأة كيف تتمرد المرأة على زوجها، وتتربى الفتاة على الخروج عن طوع والديها، ولا نكون مبالغين إذا قلنا حتى المجرم يتعلم أساليب الإجرام والخديعة عبر وسائل الإعلام، ولا عجب بعد ذلك أن تقول المرأة الفرنسية وهي غير مسلمة إنني أكاد أحطم جهاز التلفاز حين أجد ولدي المراهق يحلق في مناظر تخل بالشرف، وأكاد أصاب بالجنون عندما أجد بنتي تستمع إلى أغنية عاهرة يؤديها مغن ماجن، وقد يزداد عجبك إذا علمتم أن أضرار الإعلام والقنوات يشتكي منه العقلاء من كل الملل، فكيف بنا نحن حراس الفضيلة وحماة الشريعة.
وقد أسعدتني هذه المحافظة، وأفرحني هذا الحرص، وبشرى لنا ولكم بقدوم قنوات طيبة جديدة لتؤازر قناة المجد في إبلاغ الرسالة وحماية الأجيال في تجار الشهوات.
ونسأل الله أن يزيدكم حرصا، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.