هل يجوز محادثة الشاب للفتاة التي يريد الزواج منها؟

1 434

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب ملتزم -والحمد لله-، ولكن حدث أن تعرفت على صديقة قريبتي وهي تصغرني بسنتين، والحمد لله فيها شيء من الالتزام، وأنا أريد أن أتزوجها لما فيها من التزام ديني، وصارحتها بذلك بالهاتف، وأصبحنا نتحدث دائما، وأمها تعلم أنها تريدني وأنا أريدها، وأمي أيضا، ولكن أباها لا يعلم، فهل يجوز الاستمرار معها؟ علما بأنني لا أريد أن أرتبط مستقبلا بغيرها، ولكن هل استمرارنا بالتحدث عبر الهاتف محرم؟

علما بأن حديثنا مجرد حديث عادي عن الدراسة وغيرها ولا يخدش الحياء، فهل يجوز الاستمرار؟ لأني حينما أطيل عنها وأعرض عن الاتصال؛ تشعر بشيء من القلق، وأنا أيضا تراودني نفس المشاعر، فلا أرتاح إلا حينما أتحدث معها.

أفيدوني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يجوز لكما الاستمرار في المكالمات؛ إلا بعد وضع هذه العلاقات في إطارها الشرعي، ومعرفة والدتك ووالدتها لا يغير من الوضع من الناحية الشرعية حتى يتم إعلان تلك الرغبة، وإعلام الآباء والإخوان والجيران بذلك، ولا مانع من أن ينتظر كل منكما الآخر حتى تتهيأ الظروف، ويمكن لقريبتك أو والدتك أن توصل لأهل الفتاة رغبتك في الارتباط مستقبلا، وتطمئن الفتاة بذلك، وثم التوقف عن المكالمات؛ فإنها تؤثر على الجميع، وتشغلكم عن الدراسة والجد، وتجعل الصبر والانتظار صعبا، ولا تؤمن العواقب، فقد يبدأ الكلام عاديا، ولكن النهايات غير مضمونة، كما أن كثرة الاتصالات تزعج أهل الفتاة، وربما أدت إلى نتائج عكسية إذا شعر بذلك والد الفتاة، وقد يدفعه ذلك للعناد والرفض.

وأرجو أن تعرفا أنكما لن ترتاحا إلا إذا أوقفتما الاتصالات، وتوجهتما إلى رب الأرض والسموات، وشغلتم أنفسكم بالطاعات، وحبذا لو أتممتم مراسيم الخيرات لتصبح زوجة لك، وعندها يكتمل نصف الدين، وتعان على الطاعات، وهذه وصيتي لك ولها بتقوى الله ثم بعدم استعجال الشيء قبل أوانه، وسوف تشبعوا من الكلام مستقبلا، فلا تفتح على نفسك أبواب الشهوات، وأشغل نفسك بدراستك، وبذكر الله، وتلاوة الآيات.

وأرجو أن توصل لقريبتك مشاعرك وإقرارك لتلك الفتاة حتى تشتغل هي أيضا بما ينفعها؛ حتى يقدر الله أمرا كان مفعولا، وأرجو أن تحرصوا على أن تكون المراسيم شرعية، والخطوات الأولى صحيحة، فإن الأسرة الناجحة تقوم على أساس من التقوى والاستجابة لله.

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على ما في نفسك من الخير، والإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بنيكما في الخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات