السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب مغترب في الغرب، المشكلة أنني أدرس مع طلابهم، وأعيش معهم، وأنام معهم في نفس الغرفة، أحيانا عندما أصلي في الغرفة يبدأون بالضحك علي، والمشكلة الأخرى أنهم يتكلمون بلغتهم التي لا أفهمها بحكم أنها أول شهرين لي في هذه الدولة، وهم أحيانا يبدءون بالنظر إلي ثم يضحكون علي.
فآمل أن تساعدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Latefo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن صبرك وثباتك يؤثر عليهم، وسوف يتغير الوضع بحول الله وقوته،وغدا ستتعرف على لغتهم وتأمن من شرورهم، ولست أول من يسخر منه أهل الكفر والجهل فقد سبقك أنبياء الله الذين واجهوا السخرية والاتهام والإيذاء فصبروا وصابروا، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام.
وأرجو أن تحاول الاقتراب من العقلاء منهم، وقدم لهم صورة المسلم المؤدب المشفق الداعية الذي يرتفع فوق الصغائر ويكون كالشجرة التي يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أطيب الثمار.
وكم تمنينا أن يقوم شبابنا بدورهم في الدعوة إلى الله، فإن رسالتنا العظيمة هي إبلاغ هذا الدين بل إن خيريتنا تتحقق بذلك قال تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس))[آل عمران:110].
وينبغي لكل مسافر أن يتأكد من حاجته الملحة للسفر وحاجة أمته إلى العلم الذي يطلبه،لأن لأهل العلم كلاما في هذا المقام وتفصيلا بشأن السفر وحاجته وضرورته، (يمكنك مراجعة قسم الفتوى لمعرفة الأحكام) كما لابد لكل مسافر إلى بلاد غير المسلمين أن يتزود بالعلم الشرعي الذي يحميه -بإذن الله- من السقوط في الشبهات، وأن يكون له ورع يحميه من الشهوات، وحبذا لو اصطحب معه زوجة تعفه وتؤنسه، ونحن ننصحك بالبحث عن الرفقة الصالحة؛ لأن في ذلك عونا لك على تجاوز هذه الأزمات، والإنسان ضعيف بنفسه قوي بعد الله بإخوانه – وإذا بحثت فسوف تجد من الطيبين، وأحسن معاملة من يسيء حتى تؤلف قلوبهم، وأرجو أن يكفيك الله سبحانه شرهم الله.
ونسأل الله أن يوفقك ويثبتك، وأن يجعل هدايتهم على يديك.
وبالله التوفيق والسداد.