السؤال
السلام عليكم.
أنا في مكانة اجتماعية جيدة بين الناس، ودائما ما يتحول المشاعر تجاهي إلى غيرة بدلا من حب، فهل هذا لعيب في شخصيتي، أنا لا أعرف لماذا؟
السلام عليكم.
أنا في مكانة اجتماعية جيدة بين الناس، ودائما ما يتحول المشاعر تجاهي إلى غيرة بدلا من حب، فهل هذا لعيب في شخصيتي، أنا لا أعرف لماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amiir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قيل: (كل صاحب نعمة محسود) وعلى من أعطاه الله نعمة أن يؤدي شكرها، وأن يستخدمها في نفع إخوانه، والشكر هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى جوارحه انقيادا وطاعة، وعلى قلبه شهودا ومحبة، والناس يألفوا من يتواضع لهم ويحبون من يحسن إليهم ويعاملهم باللطف قال تعالى: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))[آل عمران:159]^، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي جعلت للفقير حظا في مال الغنى وجعلت خير الناس أنفعهم للناس، والمسلم ينفع إخوانه بجاهه وبذلك ينال محبتهم ويأمن من شرورهم، والإنسان لا يستطيع أن يسع الناس بماله ولكن يسعهم ببسطة وجهة وحسن خلقه.
ونحن نتمنى أن تغير من هذا المفهوم، وتعوذ بالله من الشيطان الذي يريد أن يوقع في الناس العداوة والبغضاء ويدفعهم إلى سوء الظن، فقدم الخير وأحسن للجميع وانتظر الأجر من البصير السميع، وأكثر من تقديم الهدايا للنافرين، فإن الهدية تسل السخيمة، فإن لم يتيسر لك ذلك فلا أقل من استعمال الكلمة الطيبة، فإنها صدقة منك على نفسك، وتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، وعليك بحسن الخلق، فإن صاحبها يبلغ درجة الصائم القائم، وبحسن الخلق وكمال الأدب يسود الإنسان في هذه الدنيا، وبحسن الخلق يصبح الإنسان من الخيار ويفوز بمجاورة النبي المختار: (إن من أقربكم مني مجالسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكتافا الذين يألفون ويؤلفون).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وإصلاح ما بينك وبينه سبحانه، وسوف يصلح ما بينك وبين الناس، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحات، فإن الله تعالى يقول: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))[مريم:96].
وبالله التوفيق والسداد.