إخبار الخاطب بحال الفتاة التي تشكو من عدم توازن وصعوبة في المشي/ عمل المرأة في مكان مختلط

0 584

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

منذ أربع سنوات لاحظت عدم اتزان في مشيتي، وعندما ذهبت إلى استشاري الأعصاب وبعد عمل تحاليل جينات وتخطيط أعصاب ثبت أني أعاني من مرض عصبي وراثي يسمونه: (فريدريكس أتاكسيا Fredrich ataxia)، والآن أعاني من عدم توازن في حركتي وصعوبة في المشي.

الطبيب الاستشاري لم يقدم لي أي علاج، وأخبرني أنه لا يوجد علاج، صحيح أن تقدم مرضي بطيء والحمد لله، ولكنه يسبب لي الكثير من الإحراج والتعليقات، خصوصا أن أعراضه بدأت بعد سن العشرين، وأنا الآن في سن الزواج، وعندما يتقدم أحد لخطبتي فكيف أقابله على حالتي هذه، وإذا لم ينتبه فأنا مؤتمنة، فيذهب من غير عودة.

أريد أن أعرف إذا هناك أي علاج أو حل لمرضي ووضعي، وأنا الآن سوف أترك عملي في التدريس - لأنه متعب جدا - وأعمل في شركة على مكتب لكنها مختلطة، فهل علي إثم؟!

أرجو أن تنصحوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية فإننا نسأل الله تعالى أن يكتب أجرك وأن يعظم ثوابك على هذه المعاناة التي تعانينها، فأبشري بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم، وأبشري بقوله صلى الله عليه وسلم:(ما يصيب المسلم من نصب - أي تعب - ولا وصب - أي مرض - ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق على صحته.

إذن؛ فأنت في نعمة بحمد الله تعالى، فإن هذا البلاء بلاء فيه لطف من الله تعالى، فتأملي كم من فتاة مقعدة لا تستطيع الحراك، بل لا تستطيع أن تقضي حاجتها إلا أن تحمل حملا، وأنت بحمد الله تعالى متحركة متنقلة، وإن كان قد أصابك شيء من الضرر في عدم اتزانك الذي تجدينه الآن، فالحمد لله على لطفه بك، وصدق الله تعالى حيث يقول: (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز) [الشورى:19].

أيضا؛ فلا بد من أن تنتبهي إلى عدم الاكتفاء بالفحص المشار إليه، بل لابد أن تكرري المحاولة عند مستشارين آخرين لكي تحصل لك نتيجة أظهر، ولتنظري في إمكان العلاج؛ (فإن الله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء)، كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر.

أما عن سؤالك عن حكم إطلاع الخاطب على حالك الذي أنت فيه الآن فالجواب أنه لا يجب عليك أن تخبري من يتقدم إليك أنك مصابة بشيء من قلة الاتزان في المشي، فإن هذا ليس من الأمراض الخطيرة التي يجب الإخبار بها، وقد نص كثير من الفقهاء - عليهم جميعا رحمة الله تعالى - أن الأمراض التي من مثل هذا النحو لا يلزم الإخبار بها للخاطب حتى بعد الزواج، لأنها من الأمور المعفو عنها، فإن السلامة الكاملة من جميع الوجوه ليست بكثيرة في أحوال الناس، ولذلك عفي عن الأمور التي خطبها سهل كهذا الذي تعانين منه.

هذا بخلاف المرض الشديد كالبرص والجذام والريح المنتنة في الفم أو الفرج ونحو ذلك من الأمراض، والفرق بين هذا النوع وبين الأمراض الأخرى كنحو مرضك أن مرضك ليس منفرا ولا تعافه النفس بخلاف نحو تلك الأمراض، فاعرفي الفرق واحرصي على الظفر بالزوج صاحب الخلق والدين، ولا تفوتي على نفسك الفرصة تلو الفرصة، فقد قال تعالى:( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)[النحل:43].

أما عن سؤالك عن ترك عملك الحالي لتعملي في مكان مختلط فالجواب أنه لا يجوز لك العمل في مكان مختلط، فإن الله قد حرم ما هو أدنى من الاختلاط كالنظرة بين الرجال والنساء الأجنبيات، كما قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) [النور:30-31]، فهذا في النظرة فقط، فكيف بالاختلاط الذي هو أبعد وأدهى!، فانتبهي واحذري وابقي في عملك الحالي، فإن ذلك يشجع الخطاب على طلب يدك، لاسيما الصالحين منهم.

نسأل الله أن يوفقك وييسر أمرك، ونسأله تعالى لك الشفاء العاجل والزوج الصالح والذرية الطيبة، وأهلا وسهلا بك وبمراسلتك للشبكة الإسلامية.

--------------------------
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ أحمد مجيد الهنداوي، وتليها إجابة الدكتور وليد إبراهيم أخصائي العظام:

مرض الـ(Fredrich's ataxia) من الأمراض الوراثية التي تورث بصورة متنحية، ومن أعراضها عدم الاتزان عند المشي، والتهاب الأعصاب الطرفية، مع بعض الأعراض الأخرى، وليس بالضرورة أن يصاب المريض بكل الأعراض.

العلاج في هذه الحالات يكون بالعلاج الطبيعي والتأهيلي لمنع التشوهات، وكذلك يجب على المريض ألا ينعزل على نفسه، بل يجب عليه أن يكون إيجابيا، وأن يكون له هدف يحققه في حياته، وأن يكثر من الدعاء والصلاة حتى يهون الله معاناته، ونسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات