السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق وأن استشرتكم بخصوص الرهاب الاجتماعي، وقمتم بوصف الزيروكسات لاستخدامه حسب إرشاداتكم، وقد بدأت بالفعل بتعاطي العلاج منذ 6 شهور تقريبا، ولكن مشكلتي الوحيدة هي التعرق الشديد أثناء الاجتماعات أو المناسبات، فما هو الحل؟ وهل الاستمرار باستخدام الزيروكسات سوف يحل المشكلة أم يوجد هناك علاج آخر؟
أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله -يا أخي- أنك بدأت في التحسن، ونسأل الله تعالى أن يستمر هذا التحسن إلى أن تصل للغاية المنشودة وهي اختفاء الأعراض تماما.
والتعرق لا شك أنه كثيرا ما يكون أحد أعراض القلق، ولكنه يتفاوت من إنسان لآخر، فهنالك بعض الناس لديهم الاستعداد للعرق أكثر من الآخرين لأن الغدد العرقية لديهم أكثر نشاطا، وهذه الغدد بالطبع تحت سيطرة موصلات عصبية معينة، والذي أراه هو أنك يمكن أن تتناول العقار الذي يعرف باسم (إندرال) بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء، فربما يفيدك كثيرا من تقليل هذا التعرق بإذن الله تعالى.
وهنالك أيضا عقار يعرف باسم (آرتاين Artane) يقلل من التعرق، ولكنه قد يؤدي إلى جفاف في الفم والحلق بعض الشيء، وجرعته هي 5 مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم يمكن تخفيف الجرعة إلى 5 مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.
والشيء المهم أيضا هو أنه يجب أن تحاول بقدر المستطاع أن تتجاهل هذا الموضوع، رغما أني أعرف أن هذا الأمر قد يكون مزعجا لك، ولكن تجاهله وعدم التركيز عليه يؤدي إلى اختفائه، فالتركيز عليه ربما يزيده.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التعرق الشديد -حتى وإن لم يكونوا قلقين- قد تتطلب حالتهم عمليات جراحية بسيطة عن طريق طبيب الأعصاب، والتي يقوم من خلالها بقطع أو تعطيل أعصاب معينة تتحكم في الغدد العرقية، ولكن هذا لا ينطبق مطلقا على حالتك.
وهنالك أدوية أخرى قد تعطل هذه الغدد، ولكني لا أنصح بها لأنه في نظري أن حالتك مرتبطة بالقلق، ولو اتخذنا الوسائل البسيطة وهي الأدوية التي وصفتها لك مثل الإندرال وكذلك عدم محاولة التركيز على الأمر ربما يكون هذا هو المنحى الأفضل في حالتك، ولا داعي للأخذ بطرق أخرى تكون ليست مضمونة النتائج.
كما أني أنصحك بأن تستمر على علاجك الأصلي وهو الزيروكسات، وعليك بالمواجهة والإصرار على المواجهة، وأنت بحمد الله ما دمت قد تحسنت لدرجة كبيرة فهذا يعتبر دافعا جيدا وحافزا قويا لأن تواجه وألا تتراجع أبدا، وسوف تصل للنقطة التي تختفي فيها كل هذه الأعراض.
أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.