ما أسباب الالتهاب العصبي وعلاجه؟

0 466

السؤال

السلام عليكم.

بماذا تفسرون الالتهاب العصبي وانهيار الأعصاب؟ وما هي العواقب؟ وهل من خطورة؟ وما العمل لتفاديهما؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتهاب الأعصاب يختلف تماما عما يعرف بانهيار الأعصاب، حين نتحدث عن التهاب الأعصاب فبالتأكيد هنالك الجهاز العصبي المركزي، وهنالك الجهاز العصبي الطرفي، والتهاب الأعصاب نادر الحدوث، ولكنه ربما يحدث، وقد تتسبب فيه بعض الميكروبات الصغيرة من فصيلة الفيروسات، إذن أكبر سبب لالتهاب الأعصاب هو الفيروسات، وهذه الفيروسات لديها القوة التي تستطيع أن تصل لهذه الأعصاب، ولكن هذا الأمر أيضا نادر الحدوث.

وهناك بعض المركبات الكيمائية وخاصة التي تحتوي على مواد سامة ربما تؤدي أيضا إلى هذا الالتهاب، وهنالك أمراض تسمى بالأوتوميون (Autoimmune)، فهذه الأمراض غير معروفة الأسباب، وهي قد تصيب القشرة الخارجية للأعصاب وتؤدي إلى التهابات.

ولا شك أن التهاب الأعصاب إذا كان شديدا وغير معروف الأسباب ربما يكون مخلا ومعيقا لحركة الجسم في بعض الأحيان، وهذا حسب التشخيص وحسب السبب وحسب الحالة وحسب الجزء الذي التهب في هذه الأعصاب، وهناك الآن طرق لفحص الكيفية التي تسير بها الأعصاب وقوتها وقوة الكهرباء التي تسير في هذه الأعصاب.

وبالطبع العمل لتفاديها هو إذا كان هناك سبب يجب أن يعالج، وإذا كان هناك عامل مسبب فيجب أن يزال، وحقيقة التهاب الأعصاب هو نادر كما ذكرت وليس بالسهولة أن نتعامل معه بصورة عفوية، ويجب أن يتم فحص الإنسان عن طريق الطبيب المختص وسوف يعطي الإرشاد والعلاج اللازم.

وبالنسبة لانهيار الأعصاب، فهذه كلمة شائعة وسط الناس، وقد لا تعني الكثير في المحتوى الطبي العلمي، ولكن الذي نفهمه من فهم الناس لها هو أن الإنسان حين يصاب بانهيار في الأعصاب تمر به نوع من الصدمة النفسية قد يكون الإنسان في حالة خوف وفي حالة جمود ولا يتكلم، ويكون في حالة فزع وانشداد، فربما يصرخ وربما يبكي وربما يفتقد القدرة على الكلام وربما تتعطل أطرافه عن الحركة، وهذا التعطيل ليس تعطيلا على مستوى الأعصاب، وإنما هو تعطيل نفسي سوف تعود بعد بذلك الأعصاب إلى وضعها الطبيعي بعد أن تزول الأسباب.

ومن أكبر أسباب الانهيار العصبي قطعا هي الصدمات الحياتية وعدم الصبر وعدم القدرة على التوكل، وكما أن الناس تتفاوت في قدرتها وتحملها لمصاعب الحياة، فهناك بعض الناس لديهم القابلية أكثر من غيرهم لأن يصابوا بمثل هذه النوبات، والعمل لتفاديها هو: أن يحاول الإنسان أن يكون متجلدا وقويا في إيمانه وفي توكله وفي درجة صبره، وأن يسأل الله أن يرفع عنه البلاء ويلهمه الصبر، فهذا يجب أن يكون هو الجدار الذي يحمي الناس من هذه الانهيارات.

والشيء الآخر هو دائما من الأفضل أن يعبر الإنسان عما بداخله، فكثير من الناس تكون لديه بعض الصعوبات الحياتية أو عدم التوافق مع شخص ما، ويسكت على ذلك، وهذا يؤدي إلى احتقانات داخلية كثيرة، وهذه الاحتقانات تؤدي إلى هذه الانهيارات العصبية في بعض الأحيان، إذن التعبير عن الذات في حدود الذوق والمعقول والمقبول يعتبر نوعا من التفريغ النفسي المطلوب والجيد جدا والذي يمنع مثل هذه الانعكاسات السلبية التي قد تؤدي إلى انهيارات عصبية.

ولا شك أيضا أن التفكير الإيجابي والتفكير المتوازن القائم على التفاؤل والواقعية يقي الإنسان إن شاء الله من هذه الانهيارات العصبية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات