السؤال
السلام عليكم
عندي مشاكل مع زوجي، ونتشاجر على أمور تافهة بصورة شبه يومية، وعندما نتشاجر لا أستطيع الامتناع عن رفع صوتي؛ لأنني إذا حاولت الكلام معه بهدوء فإنه يعتبرني مخطئة، وكثيرا ما يقلب الحقائق، وعندما يأتي من العمل لا يفعل شيئا سوى أنه يأكل وينام، فهذا يغضبني كثيرا، ويجعلني أعتقد أنني غير مرغوبة.
كما أنه لا يخرج بنا للنزهة؛ فهو دائم الشكوى من العمل، مع أنه لا يعمل إلا ثماني ساعات في اليوم، ويقضي بقية وقته نائما، أرشدوني ماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكنت أتمنى أن أعرف عمر علاقتكم الزوجية، ولكن يظهر لي أنها قصيرة، وهذا يتطلب من كل طرف الصبر على شريكه حتى يتم التفاهم والتأقلم، وأرجو أن تختاري الوقت المناسب لمناقشة الزوج، فإن كثيرا من الزوجات يناقشن الزوج عند عودته من العمل، وغالبا ما يكون جائعا، وهذا يجعله سريع التوتر، وربما كانت عنده مشاكل مع إخوانه في العمل، وربما كان العمل فيه مشقة وصعوبة وقد يكون الرجل مهموما أو مديونا، والله تبارك وتعالى جعل البيوت سكنا وجعل الزوجة سكنا للرجل، وإذا لم يجد الرجل راحته في مسكنه ومع زوجته فأين يجد الراحة؟!
ونحن نتمنى أن تختاري الوقت المناسب لمناقشته، وكذلك عليك انتقاء الألفاظ اللطيفة، واذكري محاسنه، وذكريه باللحظات الجميلة ثم اطلبي ما تريدينه.
ونحن نتمنى أن يفهم زوجك أن لصوت المرأة خمس طبقات، بخلاف الرجل الذي عنده ثلاث طبقات فقط، وعليه فإن ما يظنه الرجل رفعا للصوت من جانب المرأة ليس كذلك بالضرورة، ومع ذلك فنحن نتمنى مراعاة الأدب عند الحديث مع الزوج، كما قالت أم الدرداء رضي الله عنها:(ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون الملوك)! وقد سمى القرآن الزوج سيدا فقال سبحانه:(( وألفيا سيدها لدى الباب ))[يوسف:25].
ولا أظن أن اعتقادك صحيح، وأرجو أن تتذكري أن هذا الرجل اختارك من بين النساء، وارتضاك زوجة وأمينة على أسراره وبيته وعرضه.
ونحن نوصيك بتقوى الله، وندعوك إلى تسجيل إيجابيات زوجك وعرضها عليه بعد إظهار الفرح به، ثم ملاطفته في شأن الأمور التي تشعرين فيها بشيء من الضيق، واجتهدي في طاعتك لله، واعلمي أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين زوجه والناس.
وعليك بالصبر والاحتساب، والتوكل على الكريم الوهاب، والتوجه إلى من يهدي إلى الحق والصواب.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.