نصح مشاهدي المقاطع الإباحية

0 463

السؤال

إني أفزع عندما أرى الشباب يتناقلون الأفلام التي حرمها الله ورسوله عبر الهواتف المزودة بالبلوتوث، ووالله إني أسب الذي اخترع هذه الأجهزة اللعينة التي دمرت شبابنا، ولقد رجعت من المدرسة ذات يوم وأنا أريد أن أبكي من هول ما رأيت، فالأستاذ يلقي الدرس ... وهذا يرسل لصديقة الأفلام التي يستحي الشخص من رؤيتها، فماذا أعمل وأنا أرى هذا المنظر المرعب في كل مكان ... في المدرسة وفي الشارع؟! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

ولقد حاولت أن أنصح بعض الأخوة فأجاب علي قائلا: يا أخي خلينا نتمتع بشبابنا، فقلت له: اتق الله، إنك تفعل ذلك اليوم في بنات الناس وغدا سيفعل في أهلك.

أخبروني ما العمل وخاصة إذا كان الناس لا يستجيبون لي؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت حين أمرت بالمعروف ونهيت عند المنكر، وهذا شرط السلامة والنجاة من غضب الله، وقد أعذر من أنذر، وهنيئا لنا بشباب يغار على الحرمات، ويخلص في نصحه لأهل الغفلات والشهوات، ومرحبا بك في موقعك وبين آباء وإخوان يسألون الله أن ينفع بك المسلمين والمسلمات، وأن يرفعك إلى أعالي الدرجات، وأن يثبك على الحق حتى الممات.

وليت الذين ينقلون الفحش وينشرون الشر تذكروا قول الله تعالى: (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))[النور:19]، هذا لمن أحب فقط، فكيف بمن ينشرها بالفعل، بل كيف بمن يفعل الفواحش والمنكرات، ولست أدري ما هو دور الآباء والأمهات، وكيف وفروا لأبنائهم هذه الشرور والآفات، ولا شك أن الجري وراء الشهوات يحطم عند الأمة القدرات ويجلب الحسرة والندامات، وليت من يهتكون الحرمات تذكروا أن الجزاء من جنس العمل، وهل يرضون مثل هذا لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم.

وقد أحسنت بقولك: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ونحن إذ نشكر لك هذه الغيرة على الدين والعرض ندعوك لمواصلة الإنكار والتخويف من غضب القهار، والابتعاد عن مجالسة الفجار، ووعظ الكبار والصغار، وطلب معونة الأخيار بعد التوجه إلى مقلب القلوب والأبصار.

وأرجو أن تكون حكيما في نصحك وإرشادك، وابدأ بمن تظن فيه الخير، واجعل نصحك في السر، وانتق الألفاظ اللطيفة والأوقات الجميلة، واسأل الله لهم الهداية، ولا تيأس فأنت لا تدري متى تتنزل الهداية، واعلم أن ما عليك سوى البلاغ، (( فذكر إنما أنت مذكر ))[الغاشية:21]، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، ولا تستعجل التنائج، ولا تظهر الأستاذية والتعالي، ولا تكن عونا للشيطان عليهم، فإن الشيطان يحرضهم على العناد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك وطاعة مولاك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات