رفض الفتاة المبيت مع زوجها بعد العقد وقبل إتمام الزفاف

0 396

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتي تتلخص في أنني متزوجة ولكن بدون دخول، وقد تم العقد الشرعي فأنا متزوجة في نظر جميع الناس، وقد تم تأخير الزواج نظرا لظروف مادية، ولكن سيتم الزفاف بعد أربعة أشهر إن شاء الله.

علما أني مريضة وأزور طبيبا متخصصا وهو بعيد عن منطقتي بمائتي كم، ولا يوجد اختصاصيون بالمنطقة التي أنا فيها، لذلك فأنا مضطرة للسفر إلى العاصمة، ولقد اعتدت السفر إليها لأنني كنت أدرس طالبة جامعية هناك.

زوجي يرفض أن أسافر بمفردي، وليس لي أخ أو محرم، وأبي شيخ كبير لا يستطيع مرافقتي، ووافق أهلي أن أسافر مع زوجي ثم يوصلني إلى أقاربي هناك، لأنهم يثقون به، وهو جدير بالاحترام، ولكن هو يطلب مني المبيت معه في الفندق ولا يريدني أن أذهب إلى أقاربي.

أنا مترددة وخائفة، رغم أنه أكد لي أنه لن يلمسني وأنه يحبني ويخاف علي ولن يمسني بسوء، ولكن أريد نصيحتكم، فبماذا تنصحوني؟!
وأنا لا أريد أن أفعل شيئا من وراء أهلي.

أنا متأكدة أنني لو أخبرتهم سيرفضون، فهم متشددون جدا معي في هذه النقطة، ولا يسمحون لي برؤيته إلا قليلا، ويرفضون أن أرافقه إلا للضرورة، وذلك نظرا للعادات والتقاليد، وهو متذمر جدا من هذه المعاملة وهذا التشدد، وأنا حائرة بين أهلي وزوجي، فانصحوني ماذا أفعل؟!
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن خوف الأهل في مكانه، ومن حق كل أسرة أن تظل حريصة على ابنتها حتى تبلغها مأمنها الذي هو بيت زوجها، واحترام التقاليد التي تتفق مع روح الشرع مطلوب، وأرجو أن يعجل هذا الزوج بالدخول، حتى يرفع الحرج عن أهلك ويزيح عن نفوسهم أسباب الخوف، وماذا سيكون الموقف – لا قدر الله – إذا تنصل هذا الزوج وتنكر على حدوث الخلوة وحدث حمل، بل ماذا لو حصل شيء وتأخر إعلان الدخول.

لا شك أن الرجل زوج لك، ولكن مراسيم الدخول وخروجك من سلطة والديك لم تتحقق، وإذا كان لك أهل في المدينة فلا معنى للمبيت أو المقيل في الفنادق.

أرجو أن تكوني حكيمة في الرد عليه وحاولي إقناعه بهدوء، واطلبي منه التعجيل بإتمام المراسيم، وحق لك أن تسعدي بحرصه على أن لا تكوني وحدك، خاصة وأنت تتعاملين مع طبيب رجل، وكم تمنينا أن تتعالج أخواتنا على أيدي الطبيبات، فإن في ذلك رفع للحرج وتحقيق للغرض.

إذا كان هذا الرجل قد انتظر المدة الماضية فلماذا لا ينتظر الأربعة أشهر المتبقية، ونحن على كل حال لا ننصح بأي تصرف لا يرضاه والدك ولا تقبله الأعراف، وقد يتسبب في النفرة بين الأرحام الذين أثرت الفنادق على بيتهم، ويفتح أبوابا للظنون، والشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم.

أرجو أن يعرف زوجك احترام أسرتك له وفخرهم به وضرورة أن يحافظ على ذلك المستوى من التميز، وقولي له وأنا أيضا أتمنى اليوم الذي أكون فيه معك في بيت الزوجية، واعلمي أن النساء يعددن للفتاة باليوم والشهر، وقد تسمعي ما لا يرضيك إذا حصل حمل قبل الفترة المعروفة، حتى ولو كانت من زوجك، فاتق الله في نفسك، واعلمي أن الإنسان لا يندم على حرصه، ولكنه يندم على التفريط.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات