السؤال
السلام عليكم.
أمي طيبة جدا، وللأسف فإن هذا لا ينفع في زمننا، فأقرب صديقاتها اللاتي قد أمضت معهن السنين يتكلمون عنها، وهذا الكلام أعتبره سيئا بالنسبة لي؛ لأنها لم تفعل شيئا لهن، والناس الذين حولنا يحبون الغيبة والنميمة، ولا يحبون أن يروا الخير لأحد، فأنا مصدومة جدا من هذا الشيء، فكيف أتعامل مع هؤلاء الناس؟
مع أني أحس أنهم أثروا كثيرا علي وعلى أمي، فهل نقطع الصلة بهم؟ لأني لا أسمح لنفسي أن أتكلم عن أي أحد، حتى لو انتشر خبر وسمعته فلا أرضى بذلك، وأحاول أن أكون بجانب أمي حتى لا تصاحب أي أحد، خصوصا في هذا الزمن.
والخلاصة: كيف أتعامل مع الناس الذين لا خير فيهم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نعلن فخرنا بمن يسجدون للرحمن ويقرؤون القرآن، ويتعبدون لخالق الأكوان، وأهلا بك ومرحبا بين الآباء والإخوان، وأرجو أن تجتهدي في بر والدتك فإنها باب إلى الجنان، كما نتمنى أن تحتملي أذى الجيران، وتكثري من التعوذ من شياطين الإنس والجان، وعاملي الجميع بالإحسان، ولا تشاركي في مجالس الغيبة والنميمة، وهنيئا لمن جبلها الله على كره العصيان.
وأرجو أن تعلمي أن وجود الإنسان في جماعة له ضريبة وثمن، وأن المؤمنة التي تخالط أخواتها وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر، ولذلك فنحن لا ننصح بهجران الناس، ولكن أرجو أن تقتربوا من الصالحات وتنصحوا الغافلات، وعمروا داركم بالطاعات، وانتبهوا لخطر الجاهلات والنمامات، ولن يضركم كلام الناس إذا خلصت منكم النيات وأكثرتم من الحسنات، وتعوذوا بالله من شرور الحاسدين والحاسدات، واجعلوا داركم مكانا للذكر والطاعات، وذكروا الجميع بشريعة رب الأرض والسماوات.
وحرضي والدتك على الخير وحافظي على لسانك واحمدي الله الذي وفقك، وكره إليك الغيبة والنميمة والعصيان، واعلمي أن الإنسان لا يندم على صفاء قلبه وحسن تعامله، لكنه قد يندم على قسوته وجفائه وتطاوله على الجاهلين، والكمال أن يعطي الإنسان من حرمه، وأن يعفو عن من ظلمه وأن يصل من قطعه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر، فإن العافية للصابرين والله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وبالله التوفيق والسداد.