السؤال
السلام عليكم.
أختي عمرها 15 سنة، وهي متزوجة من رجل عمره 34 سنة، وهو لا يصلي وعاص لأبويه، وكثيرا ما يضربها ولا يدعها تأكل بالثلاث ليالي، ويسبها ويسب أمي وإخوتي.
وقد نصحناها بتركه إلا أنها لا تريد ذلك، وعندما سألناها قالت: أنا أسيطر عليه وأما في منزل أمي لا أستطيع أن أسيطر على أحد، وذلك بحكم سنها، ولكن أمي كثيرة القلق عليها، فهي تخاف من أن يفعل بها شيئا، ومع ذلك لا نستطيع أن نجبرها على شيء، مع العلم بأننا رفعنا عليه دعوى في المحكمة وشرحنا للقاضي كل شيء بالتفصيل، ومع ذلك جاءت أختي وقالت: هذا كله كذب، وحكم القاضي برفض الدعوى وذهاب أختي مع زوجها.
ونحن لا نعرف ماذا نفعل، وليس بجوارنا أحد، فأبي متوفى وأهل أمي لا يتدخلون في أمورنا بحكم أننا غير سعوديين وهم سعوديون، وأهل أبي لا يريدوننا بعدما أخذوا ميراثنا من أمي، ونحن الآن أربع بنات، فماذا نفعل؟
أفيدونا، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أخت الضائعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ترك ذلك الشرير للصلاة هو أساس كل الشرور والبلاء، ولست أدري هل تركه للصلاة بالكلية أم هو يصليها ويتركها؟ وفي كل الأحوال فهو على خطر عظيم، وهل أختك تواظب على الصلاة أم لا؟ وما هو سر تعلقها به إذا كان الوضع كما ذكرتم؟ وهل يقوم بواجباته الأخرى؟ وما هي أسباب عدوانه وتطاوله عليها؟ وما هو عمر علاقتها به؟ وهل هناك أمل في تحسن الوضع؟ ولماذا تشعر هذه الشقيقة أن وضعها الحالي مع ما فيه أفضل؟ وهل يشتد أذاه لها عندما تتدخلون في حياتهما؟ ولماذا يشتمكم؟ وهل يتحسن الوضع عندما تبتعدون عنهم؟
وقد أسعدتني هذه الرسالة بما حوته من مشاعر فياضة وعقل راجح ورغبة في إسعاد الأخت والأم، ونتمنى أن تنظروا للمسألة بطريقة شاملة، وتقدروا مصلحة شقيقتكم الحالية والمستقبلية، ونتمنى أن تزودها الوالدة بالطرق الحكيمة في التعامل مع الزوج، وسوف يتحسن بإذن الله الوضع، وأرجو أن تكون بداية التصحيح بتحريضه على الصلاة، فإن الصلاة هي العهد الذي يفصل بين الرجل وبين الكفر والشرك، ولن يجد الإنسان خيرا ممن يصر على ترك الصلاة.
كما نتمنى أن تكون أختك حاسمة في موضوع الصلاة وأن تجعله نقطة الوفاق والاستمرار الأولى والأخيرة، وأن تجعل غضبها لله، وعليها أن تقدم رضوان الله.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والصبر، وعليكم بكثرة الدعاء والتوجه إلى من يجلب الخير ويصرف السوء والبلاء.
ومرحبا بك وبأسرتك في موقعك ونحن لكم في مقام الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يسهل أمرها وأمركم، وشكرا لك على السؤال.
وبالله التوفيق والسداد.