السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في حيرة من أمري، أنا فتاة مخطوبة منذ 3 سنوات، وهذا التأخير نتيجة وفاة والدته العام الماضي رحمها الله، ولكنه الآن أصبح لا يهاتفني، وكلما تحصلت عليه عبر الهاتف -وهو نادر- يجيبني أنه مشغول جدا، فعلي أن أصبر معه ولكن الآن أصبحت أشك في كلامه، وأنا على وشك قطع الصلة به تماما لأني لم أعد أتحمل طول الانتظار بدون فائدة.
أرجوكم أريد النصيحة، خصوصا وأني كنت مخطوبة لغيره نفس المدة! لقد أصبحت خائفة من صدمة أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نزهة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه لا يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولكل أجل كتاب، فاشغلي نفسك باللجوء إلى الوهاب ومرحبا بك وبين آبائك وإخوانك والأحباب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويلهمك الصواب، ولا تحزني على كل متردد كذاب، وسيري على هدى النبي صلى الله عليه وسلم ودوري مع الكتاب.
ولست أدري كيف تمت خطبتك لهذا الشاب؟ وهل تقدم لأهلك وطرق الباب وما هو رأي أسرتك في الأمر؟ وهل هناك أسباب ظاهرة لتردده؟ وما هي الأشياء التي تشغله حسب زعمه، ولماذا ذهب الخاطب الأول ولم يعد؟ ولا شك أن استعراض هذه الاستفهامات يعاونك على الوصول إلى الرأي الصواب، ويكشف لكم حقيقة أولئك الشباب.
ونحن ننصح الفتيات بعدم الموافقة على طول فترة الخطبة؛ لأن في ذلك أضرار للفتاة وأهلها، وليس في طول فترة الخطبة مصالح معتبرة، لأنها فترة تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات وإخفاء السلبيات، كما أن زيادة جرعات العاطفة في فترة الخطوبة يعجل بالعطب والخلل لبيت الزوجية، خاصة إذا كانت فيها مخالفات شرعية، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخروج بمخطوبته أو الخلوة بها.
وأرجو أن يتدخل أهلك لحسم الموضوع والتأكد من وجود موانع حقيقية وصعاب في طريق الخاطب، فإن وجدت مشاكل حقيقية فلا مانع من الانتظار مع أن أسلوبه غير واضح، وإذا لم توجد أسباب مقنعة فلا خير في انتظار السراب، وربما كان الخير في مفارقة شباب يراوغون كالذئاب، وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الوهاب، والتمسك بالسنة وتلاوة الكتاب.
و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)، فلا تعطي الأمر أكبر من حجمه، واشغلي نفسك بطاعة الله، واعلمي أنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا.
ومرحبا بك في موقعك وشكرا على تواصلك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.