هل عدم زواجي دليلٌ على غضب الله علي؟

0 396

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود استشارتكم في مشكلة اجتماعية خاصة بي.
أنا فتاة أبلغ من العمر (30) عاما ولم أتزوج حتى الآن، ولم يتقدم أحد لخطبتي، ولا أعرف السبب! وقد سمعت مرة في إحدى الخطب الدينية بأحد المساجد أن عدم الزواج هو دليل على وجود غضب الله، على الرغم من أنني والحمد لله ملتزمة دينيا وأؤدي الفروض كما يريدها الله سبحانه وتعالى، فهل هذا الكلام صحيح؟ وإذا كان لا، فما هو السبب في تأخر زواجي إلى هذا العمر؟ وهل يمكن أن يريد الله لأي فتاة هدفا آخر في الحياة غير الزواج؟

جميع هذه الأسئلة تلح على بشدة، فأرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخير للمؤمنة هو ما يختاره لها ربها، والزواج لا يكون نعمة إلا إذا كان عماده وروحه الدين، وكم من فتاة شقيت بزوجها! وكم من زوج كان مصدر شقائه زوجته التي لا تتقي فيه ربها ولا تعينه على وصل رحمه، ولا تأخذ بيده إلى الخيرات، وليس ما ذكره الخطيب على إطلاقه، فإن الله يبتلي الطيبين ويبتلي الأشقياء المذنبين، وقد يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، فهنيئا لك بالالتزام والصلاة والحجاب، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريدينه، فارضي بما قسم الله لك تكوني أسعد الناس.

ولا داعي للاستعجال، ولكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره الوهاب، فاشغلي نفسك بعبادته وتلاوة الكتاب، وأظهري للصالحات ما عندك من الخير والحجاب، فإنهن يبحثن عن الصالحات لإخوانهن والأولاد.

ولا شك أن للمعاصي آثارها، قال تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ))[الشورى:30]، وقال سبحانه: (( فكلا أخذنا بذنبه ))[العنكبوت:40]، ولكن البلاء يصيب الصالحين أيضا، بل إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله سبحانه إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، وأعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل، وإذا نزل البلاء بالأخيار فلرفعة درجتهم أو لغسل ذنوبهم فيتضرعوا إلى ربهم ويرتفع عند الله قدرهم، ويصيب البلاء العصاة انتقاما منهم وجزاء وفاقا لأعمالهم، والمؤمن يتعظ ويرجع، والمنافق مثل الحمار لا يدري فيم ربطه أهله ولا لماذا أطلقوه؟ فاشغلي نفسك بطاعة الله، وأبشري فإن الله سبحانه يحب المتقين ويدافع عن المؤمنين ويحب المحسنين، وقد يمنع عبده من عطائه حبا له، والسعيد هو من يرضى بما قسمه الله، ومرحبا بك في موقعك مع إخوانك في الله.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات