السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعلمون أنه قد أصبح من الشباب الكثير من يستعملون التدخين، وخاصة ما تسمى الآن بالشيشة، ولقد عاهدت الله أن أعمل جاهدا لكي أمحو هذه المشكلة من بلدتي الصغيرة، ومن ثم من باقي البلدان، ولكني لا أدري كيف أبدأ؟ ومن أين؟ وبماذا أبدأ؟ فساعدوني على بلوغ هدفي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هدفك هو هدفنا، وهنيئا لنا بعزيمة الشباب وصدق الأبطال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يجعلنا سببا في إنقاذ الأجيال وهداية كل غافل وضال، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يطيل في طاعته الآجال، وأرجو أن تعلم أنه قد اجتمع خمسون طبيبا أمريكيا قبل عشرين سنة، وطالبوا بوضع السجائر في قائمة الأشياء المطاردة أمنيا، وذلك بعد أن ثبت ضررها العظيم، ولكن هذا التوجيه لم يره النور؛ لأنه يصادم رغبات مصاصي الدماء أصحاب الشركات، ولا يوجد منتج على وجه الأرض يكتب عليه صانعه ضار بالصحة سوى السجائر! وهو بلا شك فيه ما هو أخطر من المكتوب عيه، وذلك لأن السجائر تشتمل على مواد مخدرة وأخرى سامة، بل لا تخلو السيجارة في تركيبتها من بعض المواد المستخدمة في المبيدات الحشرية، فمتى يدرك شبابنا الخطر؟!
وليتنا علمنا أن شركة غربية نالت مكافأة لأنها صنعت نوعا من السجائر خاصا بالبلاد الإسلامية كانت نسبة السموم فيه تزيد عشرين ضعفا عن تلك الأنواع المطروحة في أسواقهم هناك، فمتى ندرك أننا أمة تحارب في طعامها وشرابها ودوائها والله المستعان.
وقد أعجبني سؤالك عن خطوات الإصلاح، وإليك بيانها:
1- الدعاء لنفسك بالتوفيق وللشباب بالهداية.
2- الإخلاص والصدق، فإن لكلام المخلصين أعظم الآثار والثمار.
3- بيان حكم الشرع في الدخان والشيشة، وهما بلا شك حرام؛ لأنهما يشتملان على ضرر وإضرار، وفيهما هلاك للنفس وقتل لها، والله تبارك وتعالى يقول: (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ))[البقرة:195]، ويقول: (( ولا تقتلوا النفس ))[الأنعام:151]، كما أن فيها أضرارا صحية، وفيها إتلاف للمال وضرر بالغ على الأهل والعيال، وهي قبل ذلك من الخبائث التي جاء رسولنا ليحرمها علينا، وهي سبب لموت الأعداد الكبيرة سنويا.
4- بيان المكونات الحقيقية لمادة السيجارة أو الشيشة، والاستفادة من اللوحات الإرشادية التي تصدرها وزارة الصحة.
5- تشجيع أصحاب العقارات على عدم تأجير ممتلكاتهم لمن يتاجر في الدخان والشيشة، وتذكيرهم بأنهم إن لم يفعلوا يكونوا مشاركين في نشر الشر، ويدخلون على أنفسهم دراهم ليست من الكسب الطيب.
6- استخدام الألفاظ المؤثرة، وإظهار الشفقة على الغافلين.
7- اختيار الأوقات المناسبة للنصح، والبداية بالعقلاء من المدخنين الذين تتوسم فيهم الخير.
8- مطالبة الأطباء بالقيام بدورهم في التوجيه الصحي، وكذلك تحريك أئمة المساجد وتذكير المعلمين بدورهم في هذا الجانب، وحث الآباء على القيام بدورهم.
9- رفع مستوى الإيمان في النفوس حتى ينبع التغيير من الداخل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأسأل الله أن يسدد خطاك، وأرجو ألا تيأس أو تتوقف فأنت على خير.
وبالله التوفيق.