السؤال
عندي 17 سنة وأحس بحكة داخل المقعدة، وفي يوم من الأيام وضعت أصبعي على مقعدتي فوجدت دودة لونها أبيض وطولها لا يتعدى 2سم، والآن أشعر بحكة شديدة داخل مقعدتي ليلا. فما هو مرضي؟ وما سببه؟ وما العلاج منه؟!
عندي 17 سنة وأحس بحكة داخل المقعدة، وفي يوم من الأيام وضعت أصبعي على مقعدتي فوجدت دودة لونها أبيض وطولها لا يتعدى 2سم، والآن أشعر بحكة شديدة داخل مقعدتي ليلا. فما هو مرضي؟ وما سببه؟ وما العلاج منه؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تشكو منه هو دود صغير تسمى بالدود الشعري أو دود الحرقص، وهو مرض كثير الشيوع، وخصوصا لدى الأطفال، وينتج عن وجود دودة دبوسية في أمعاء الإنسان اسمها الحرقص، وتنتشر الإصابة بهذا الداء في الأوساط الفقيرة لفقدان الوعي الصحي، وسوء الأوضاع الصحية.
وتعيش الديدان الدبوسية في الأمعاء، وتتوضع الديدان البالغة في المصران الأعور، وفي هذه المنطقة يتم التزاوج بين ذكور الديدان وإناثها، وبعد ذلك تموت الذكور، وأما الإناث فترحل عبر القولون كله لتطرح مع البراز، أو أنها قد تظل متشبثة بالمعصرة الشرجية لتضع بيوضها التي تبقى ملتصقة في محيط فوهة التبرز، أو تتهاوى على الملابس أو شراشف النوم أو على الأرض، وهي التي تشبب الحكة الشرجية.
وتتم العدوى بالحرقص ذاتيا، أي عندما يحك الإنسان قفاه بيده، ومن ثم يلامس فمه فتدخل البيوض إلى الأنبوب الهضمي لتتابع رحلتها فتعطي الديدان البالغة.
كما يمكن أن تحدث العدوى من البيوض الموجودة على شراشف السرير، أو في غبار المنزل، أو في الخضار والفواكه الملوثة بفضلات البراز الحاوية على البيوض.
وأما عن المظاهر السريرية لداء الحرقص فإن الحكة الشرجية تمثل العارض الأهم، ويعود سببها إلى تشبث الدودة في ثنيات الشرج، وتميل الحكة إلى الحدوث ليلا، كما أن العوارض الهضمية قد تكون ماثلة، مثل الآلام المبهمة في الزاوية السفلية اليمنى للبطن، والإسهال الرخو، وقد تؤدي الإصابة بداء الحرقص إلى بعض المضاعفات مثل الأكزيما الجلدية حول الشرج، أو التهاب الزائدة الدودية نتيجة دخول الديدان إلى قلب الزائدة.
كما يمكن أن يعاني المصابون بالحرقص من بعض الاضطرابات العصبية، مثل القلق والأرق والتهيج وغيرها.
وتشخيص داء الحرقص يجري إما برؤية الديدان بالعين المجردة - كما هو الحال عندك - أو برؤيتها بفحص البراز أو بكشف البيوض.
وأما بالنسبة للعلاج فيؤخذ دواء الفيرموكس، وتؤخذ منه حبة واحدة 100 ملغ، ويعاد العلاج مرة ثانية بعد ثلاثة أسابيع حبة واحدة أيضا، ويستحسن أن يكون العلاج جماعيا لكل أفراد العائلة.
ومن المهم جدا أثناء فترة المعالجة غسل الشراشف والثياب وغليها لمنع إصابة أفراد العائلة بالعدوى مرة أخرى.
ولعل الخطوة الأهم في داء الحرقص هي الوقاية عن طريق غسل الخضار والفواكه جيدا، والعناية الشخصية بالنظافة قبل الأكل وبعده.
ونوصيك بالدعاء، وحسن التوكل على الله تعالى، وهدوء النفس واطمئنانها، وتجديد الثقة بالخالق عز وجل وطلب الشفاء منه، فما الطب والدواء إلا أسباب، والشافي هو الله تعالى، وما الأمر إلا كما قال الخليل عليه السلام: [وإذا مرضت فهو يشفين].
وبالله التوفيق.