السؤال
السلام عليكم.
أنا الابنة المتوسطة بين أخت هي الكبرى وأخ هو الأصغر، والفرق في السن سنة واحدة لكل منهما، وحتى الآن أعاني من الإهمال العاطفي من أبي وأمي لي، فلا أجد منهما إلا المعاملة الجافة، وجميع من حولى يلاحظ هذا، مع أني أحاول التقرب إليهما، ولكن أجد معاملة سيئة وكثرة اتهامهم لي بالعقوق، مع أنني أفعل كل شيء لهما، ويقابل ذلك بعدم الاكتراث وكأن شيئا لم يكن، وفي نفس الوقت يحدث العكس مع إخوتي، فأي شيء يتم عمله من جانبهم يكون حديث الساعة والشكر والامتنان، مع أنهما قد يخطئان في حق أبي وأمي كثيرا، وتكون أخطاء فادحة، فهل ذنبي أني أنا الوسطى أم ماذا؟!
أفيدوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ف. أ. ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله سبحانه يعلم أنك لم تقصري في حقهم إذا كان الأمر كما تقولين، فواصلي الإحسان إليهما وابتغي بذلك وجه الله، وأبشري فإن الله سبحانه يقول بعد آيات البر والإحسان إلى الوالدين: (( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ))[الإسراء:25]، قال أهل التفسير: في الآية عزاء وسلوى لمن أدى ما عليه ولم يقابل إحسانه بالشكر والعرفان .
ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يتقبل منك، وأرجو ألا يحملك تصرفهم على الخروج عن الطريق الذي يرضي الله من حيث البر والإحسان، والعاقلة تنسى حسناتها لأنها لن تضيع عند الله، وسوف يأتي اليوم الذي يعرفون فيه قيمتك، وإذا كان عندك خير فابسطي لهم يديك ولا تنتظري جزاء ولا شكورا؛ لأنه ربما كان أملهم فيك أكبر لأن الأمكانات المتوافرة عندك أكبر وأفضل.
ولا شك أن التفرقة بين الأبناء خطيئة يقع فيها بعض الآباء والأمهات، وقد أمر الإسلام بالعدل وحذر من عواقب التفرقة والظلم وآثارها، وأرجو أن تقومي بما عليك وتسألي الله الذي لك، وعاملي والديك بالإحسان واستمري على ما كنت عليه، واقتربي من اشقائك واجتهدي في معرفة سبب ما يحصل معك فإنه إذا عرف السبب بطل العجب.
ولا مانع من عرض الأمر على العمات والخالات من أجل أن يذكروا والديك بلطف دون أن يشعروهم أنك طلبت ذلك، وربما ظهر لك سبب ما يحصل وعندها سوف تتمكنين بتوفيق الله من تصحيح الوضع.
ولا أظن أن كونك الوسطى مبررا لما يحصل معك، فاتقي الله واصبري، وأحمد الله الذي وهبك علما وفهما، والتمسي لوالديك العذر فإن لم تجدي عذر فقولي في نفسك: لعل لهم عذرا لم أعرفه، كما نتمنى أن تصلحي ما بينك وبين الله ليصلح الله لك ما بينك وبين والديك، فإن القلوب بيده سبحانه، ولا تنسي التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونحن نشكر لك إحسانك، ونرحب بك وبسؤالك، ونسأل الله أن يصلح بالك.
وبالله التوفيق والسداد.