السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متأكدة من أن السعادة في طاعة الله عز وجل، ولكن أريد معرفة كيف ألتزم وأرفه عن نفسي بلا معاص؟
عندي سؤال آخر، وهو: هل إذا فعل الإنسان ذنوبا صغيرة وكبيرة وتاب هل ينقص ذلك من رزقه، فإني أعلم أن المذنب يبتليه الله عز وجل؛ لتكفير ذنوبه؟ وكيف أتوب حقا؟
وعندي سؤال غريب، وهو: كيف يكون الندم على الذنب؟ فإني فعلت ذنوبا وحاولت التوبة منها، لكني أصبحت لا أبكي أبدا.
أعذروني، فإني أرسلت رسالة منذ أقل من أسبوع، وهذه رسالة أخرى، ولكن شعرت بالحاجة إلى إرسالها.
وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني أن يكون في بناتنا الفضليات من تفكر بهذه الطريقة التي تذكرنا ببعض ما كان عند السلف الذين كانوا يتألمون إذا قست القلوب وجفت الدموع، وكانوا يخافون من عاقبة الذنوب؛ لأنهم كانوا لا ينظرون إلى صغر الخطيئة، وإنما كانوا ينظرون إلى عظمة من يعصونه سبحانه، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان، وهنيئا لنا بجيل من الشباب والفتيات يحرصون على الخير، ويخافون من كل أمر يغضب الله.
وأرجو أن يعلم الشباب أن ديننا لا يمنع الفرح والمرح، وقد كان الصحابة يتذكرون ما كان في الجاهلية فيضحكون، ويبتسم رسولنا صلى الله عليه وسلم، وكانوا يأكلون البطيخ ويترامون به ويضحكون، وكانوا يتسابقون بالجري مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة رضي الله عنها، ويسمح لسودة رضي الله عنها أن تلطخ وجه عائشة، فيضحك عليه الصلاة والسلام.
وقد أمسك برجل من أصحابه من ورائه وقال: (من يشتري هذا العبد)؟ وقال للعجوز التي سألته أن يطلب لها الجنة: (لن تدخل الجنة عجوز. فلما بكت ضحك، وأخبرها أن الله يقول: (( إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا ))[الواقعة:35-37]) والترويح والترفيه الذي ليس فيه مخالفات شرعية مقبول، شريطة أن يكون بالقدر المناسب، مع ضرورة أن لا يتسبب في إضاعة واجب من الواجبات.
وإذا تاب الإنسان من ذنوبه فإن الله يقبله، ويبدل الله سيئاته إلى حسنات إذا أخلص وصدق، وإذا كانت الذنوب سببا لحرمان الرزق فإن الاستغفار يجلب الأرزاق، وينزل الأمطار، ويعم الديار بالأولاد والأموال، واقرئي قول الكبير المتعال: (( فقلت استغفروا ربكم ))[نوح:10].
وأرجو أن تعلمي أننا في خدمة شبابنا وفتياتنا الذي هم عدة الأمة ورواد مستقبلها الظاهر بإذن ربنا القاهر، فلن نمل أبدا بتوفيق الله من الأسئلة والاستشارات. ونسأل الله أن يجمعنا بشبابنا في عالي الجنات.
ومما يعينك على التوبة والثبات ما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- مصاحبة الفاضلات الصالحات.
3- الإكثار من الحسنات الماحيات.
4- التخلص من كل ما يذكر بالمعاصي من آلات وصور وأرقام وأسماء.
5- شغل النفس بالمفيد والإقبال على كتاب الله المجيد.
6- تجديد التوبة كلما ذكرك الشيطان بالذنوب.
7- الاجتهاد في إزالة قسوة القلب بالذكر والتلاوة والحرص على مجالس العلم وزيارة المرضى، ومشاهدة الموتى على فرشهم، وتذكر الموت والقبر وظلمته حتى يلين القلب وتدمع العين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالإحسان لوالديك، والاهتمام بصلة الرحم؛ فإنها من أسباب التوفيق للخيرات.
ونسأل الله أن يوفقك، وأن يتوب علينا وعليك.
وبالله التوفيق السداد.