السؤال
السلام عليكم.
منذ مدة وأنا أفكر بعباءة الرأس، وصديقتي تنصحني بها، ولكنني مترددة لعدة أسباب، أرجو أن تأخذوها بعين الاعتبار وتنصحونني لما فيه خير.
أولا : أفكر بالوظيفة وأقول كيف سأتوظف بها؟
ثانيا: إذا سافرت لبلد أجنبي كيف سألبسها؟
ثالثا: عندما أرى الأجنبيات اللاتي دخلن الإسلام لا أراهن يلبسنها، فهل هي من العادات والتقاليد لدينا في الخليج أم لا؟ مع العلم أنني أتمنى أن ألبسها ولكن أتردد فما نصيحتكم؟
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا داعي للتردد في عباءة الرأس، والمرأة المسلمة مطالبة بأن تتأسى بمن هن أعلى منها في أمر الدين، فلا تتأثري بمن يقصرن أو يفرطن، أما في أمر الدنيا فإن الإنسان ينظر إلى من هو أسفل منه ليقوم بشكر المنعم الوهاب.
ولا يخفى عليك أن عباءة الرأس أستر؛ لأنها تخفى حجم الجسد وتفصيلاته، ولست أدري ما هي علاقة الوظيفة بذلك؟ فإننا نرى في الخليج كثيرا ممن يلبسن العباءات الساترة ويعملن في كثير من الوظائف، بل إن ذلك يزيد من احترام الناس لهن، وصدق الله:
((ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين))[الأحزاب:59]، يعرفن بأنهن العفيفات الطاهرات الملتزمات.
أما بالنسبة لعدم لبس الأجنبيات للعباءة المذكورة فالسبب فيه هو تقصير المسلمات وتبرج بعضهن؛ وذلك لأنهن ينظرن للإسلام من خلال سلوك وتصرفات ومظهر المسلمين والمسلمات، وهنا تكمن الخطورة، وهذه قصة امرأة من جزيرة الإسلام سافرت مع زوجها إلى أوروبا، وحافظت على كامل سترها ودخلت مع زوجها لبعض المتاجر الكبيرة فأعجبت موظفة (الكاشير) بلبسها، وسترها فسألتها عن السر فكلمتها عن عظمة الإسلام الذي يريد لجمال المرأة أن يكون لزوجها فقط، فأسلمت الفتاة بعد أن ذكرت تجاربها المريرة مع تجار الجسد، والأعين الهابطة ثم طلبت عباءة وغطاء كاملا ولبستها.
ولا يخفى عليك قصة الأمريكية المسلمة التي زارت بعض الجامعات، وقدمت محاضرة للطالبات، فلما علمن بأن المحاضرة أمريكية بالغن في التزين والتبرج، ولكن كانت المفاجأة والصدمة في مجيء المحاضرة بحجاب كامل، فسيطر الحرج على الموقف وعاتبت تلك المسلمة الجديدة بنات الإسلام ولامتهن.
ونحن ننصحك بتحويل الفكرة إلى واقع في أسرع وقت، واعلمي أن ذلك خير لك في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فلأن الرجال يحترمون المتسترة المتحجبة ويتمنونها زوجة وأما للأبناء، وفي الآخرة فإن الله أعد للطائعات جنات وخيرات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضيه.
وبالله التوفيق والسداد.