السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج حديثا منذ شهرين فقط، ومن بداية شهر العسل بدأت المشاكل بيني وبين زوجتي، فهي لا تعرف أن النقاش أخذ وعطاء، ولكنها تتمسك برأيها وتخرج خارج الموضوع، وأي نقاش معها ينتهي بمشكلة، وكثيرا ما أنصحها بأن النقاش أخذ وعطاء ولكن دون جدوى، فهي تنفعل وأنا أنفعل حتى ضقت ذرعا من كثرة المشاكل.
ذات مرة وأنا مريض انتقدت تصرفها الغير لائق، وكالعادة أخطأت في الحديث وخرجت عن الموضوع، فانفعلت وثرت وصرخت بأعلى صوتي وهي كذلك قرابة الساعة حتى تعبت ووجدت أعصابي تتفلت، وحتى لا أتصرف بتهور طلبت منها السكوت وسكت أنا أيضا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت لا أحبها وأتضايق منها، فبدأت تغير من تصرفاتها إلى الأفضل بعد تهديدي لها بأني سأخبر أهلها بتصرفها ولكن مشاعري تغيرت، وحاولت أن أرجع مشاعري كما كانت في السابق ولكن هيهات أن ترجع فلم أستطع وكرهت جميع النساء، وفي الحقيقة أني صدمت فيها. فأرجو منكم النصح.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسني 73 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الذي يحصل بينكما أمر طبيعي ومتوقع لأنكما في بداية الطريق، وأرجو أن تأخذ كل مشكلة حجمها الطبيعي وتحصر في إطارها الزماني والمكاني، واستمعوا لوصية أبي الدرداء لزوجته حين دخل عليها حيث قال لها: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك؛ وإلا لم نصطحب)، واعلم أنه سيأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه النقاشات مجرد ذكريات، وسوف تكون سببا في تعميق أواصر الصلة والمودة، والمشاكل كالملح للطعام، وبها يتعرف كل طرف على نفسيات الشريك، والفلاح أن يتجنب كل منكما ما يضايق الطرف الآخر، ومن هنا ألف بعضهم كتابا في فوائد المشاكل الزوجية.
لا شك أن تفهم كل منكما لنفسية وطبيعة الطرف الآخر سوف يسهل عليكم التعامل والتعاون ويحقق لكم الوفاق والتفاهم، ولا شك أن المسألة تحتاج إلى أن يقدم كل منكما بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق.
أرجو أن تعلم أن ما يظهر لك من ارتفاع صوتها هو طبيعة في النساء فإن عدد نبرات الصوت عندهن أكثر، كما أن المرأة تكمل ضعفها بذلك، وليس العلاج في رفع الصوت والصياح معها ولكن بالهدوء والحكمة والتفهم لطبيعة هذا الكائن الذي خلق من ضلع أعوج، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أوصت الرجل مرارا بالمرأة لأنها ضعيفة وعاطفية ولا تفكر في العواقب، فاتق الله في نفسك وأهلك، ولا تترك المشاعر السالبة تتمدد في نفسك.
اعلم أنك لن تجد على وجه الأرض امرأة بلا عيوب، كما أننا معشر الرجال لا نخلو من العيوب، ولكن الفلاح لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بضرورة حصر المشاكل داخل البيت والتعامل معها بحكمة، واعلم أن البداية فيها صعوبة لكن العواقب ستكون طيبة بتوفيق الله، فأكثروا من اللجوء إلى الله، وتعاونوا على طاعة الله، وانتظروا الخير من الله، وهذه دعواتنا بأن يحفظكم الله، ونسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما فإن القلوب بيد الله، فاستعينوا بالله وتوكلوا على الله وأبشروا فإن الخير بيد الله.
وبالله التوفيق.