تحرش الطفل بالطفلة

0 220

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية أود أن أشكركم على معالجتكم للكثير من القضايا والموضوعات بحكمة بالغة وبلغة مهذبة، ولذلك عندي استشارة أود أن أعرضها عليكم وهي كالتالي:

بينما كنت في عمر ما بين العاشرة والحادية عشرة، كانت أختي ما بين الثامنة والتاسعة تذهب معي لعمل زراعي، وقد غبت يوما عن هذا العمل، وعندما تغيبت يوما عن العمل أخبرني أحد العاملين أو العاملات أن شخصا ما كان عمره بين التاسعة والعاشرة طارد أختي وكان يجري وراءها وكانت هي تبكي وتجري منه، ولا أعلم ماذا فعل بها تحديدا، وأخاف أن يكون تحرش بها أو شيئا من هذا القبيل، فهل لو كان تحرش بها والعياذ بالله - وهذا احتمال مستبعد لأن هذه الواقعة كانت في وضح النهار وكان هناك أناس آخرون - أصبح ديوثا؟!

علما بأنني أعتقد أنه كان غير بالغ وهي كانت غير بالغة وأنا أيضا كنت غير بالغ، وقد مرت سنين، وفي يوم من الأيام تكلمت معه بشكل حاذق وبأسلوب متوار لأعرف إن كان فعل هذا الشيء أم لا فأنكر ذلك، ويأتيني شعور ورغبة بأن علي أن أنتقم منه، فما ردكم؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تشكر على غيرتك على عرضك، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك وكيف يكون الغيور مثلك ديوثا، فاحمد الله على توفيقه، واحتكم لشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تأخذ هذا الإنسان بقصة مضت عليها سنوات، وكل الدلائل تشير إلى أنها كانت مسألة عادية تحصل بين الأطفال، وكم تمنينا أن لا تسأله حتى مجرد سؤال، وكان يكفي أن تخبره أن الذكر ينبغي أن يتعامل مع الرجال ويتخاصم مع الفحول الأبطال وليس مع الإناث، وأن عليه أن يبتعد عن سائر البنات؛ لأن الاقتراب من البنات ليس من صفات أصحاب المروءات.

أرجو أن تتعوذ بالله من وساوس الشر ولا تتصرف تصرفا يؤدي إلى الانتقام، ويعرض عرض أختك للقيل والقال، رغم أن براءتها مما يشهد به النساء والرجال، وقد كانوا جميعا يومها من الأطفال، ولا تلتفت لكلام المحرضين الأشرار، واحتكم لشريعة الواحد القهار التي أمر فيها عباده بالتثبت عن الأخبار، فقال الواحد القهار: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ...) [الحجرات:6].

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الحرص على التفقه في الدين ودعوة أسرتك وأهلك إلى عبادة رب العالمين، مع التمسك بما في إسلامنا من الآداب.

نسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاك، ومرحبا بك في موقعك وشكرا لك على غيرتك، وهنيئا لنا بأمثالك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات