السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أريد الإطالة لكن سأتحدث باختصار; تعاني أختي الصغيرة التي تجاوزت من العمر12 سنة من مشكلة لم نجد لها حلا البتة! وهي كالتالي:
لقد كنا نلاحظ عليها بعض الكذب خاصة في مجال الدراسة، وهي دائمة الحلفان رغم أنها حسنة جدا، لكن في هذه الأيام الماضية اشتد كذبها إلى درجة أنها تصدقه، قالت إن معدلها 16 وأن صديقتها معدلها 14، وفي الأخير ظهر العكس وهي إلى الآن تقول: إن هذه النقاط نقاطها وأنها ليست بكاذبة، فهي تبكي.
وتؤكد حتى أنها توصلت إلى رغبتها في الحلف على المصحف مما زادت حيرتي، كما أشير أيضا إلى أن أمي دائمة تقارنها بالآخرين، خاصة صديقتها هذه، أظن أن هذا أدى بها إلى الغيرة وكأنها تنتحل شخصية صديقتها حتى في طريقة كلامها.
أرجو منكم مساعدتي في حل هذا المشكلة كي لا يتفاقم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تلك المقارنة لها آثارها السالبة، وفيها ظلم لأختك أيضا؛ لأن لكل إنسان جوانب يتميز فيها، فعلينا أن نكتشف جوانب تميزها ثم نسلط الأضواء عليها ونثنى عليها، ومرحبا بك وبها، ونسأل الله أن يصلح حالها، وأن يوفقكم جميعا لما يحبه ويرضاه.
أرجو أن ندرك أن لهذا التنوع من المقارنات آثارا سالبة، ولعل الوقوع في الكذب ما هو إلا واحد من تلك الآثار السالبة، والتي منها ضعف الثقة في النفس، وامتلاء النفس بالحقد والحسد، وقتل روح المثابرة والبحث عن جوانب للظهور بها ولو كانت فيها مخالفات كبيرة ومخاطر عظيمة، وأرجو أن تشبعوا هذه الأخت بجرعات عاطفية حتى لا تتسول الاهتمام والعواطف لما في ذلك من المخاطر، واعلموا أن نعم الله مقسمة بين عباده وليس من الممكن أن يتميز إنسان في كل الجوانب، ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط، كما أرجو أن تتجنب الوالدة أسلوب التحقيق لأنه يدفع للكذب، ومن هنا فينبغي أن نصدقها إذا تكلمت ونوفر لها الأمن من العقوبة والتوبيخ، ونشجعها، وعند ذلك سوف تصدق في كلامها وتراجع نفسها مع ضرورة أن تختار أوقاتا مناسبة نبين لها فيه خطورة الكذب، وأنه كبيرة من الكبائر، وأن الله سبحانه لعن الكاذبين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره من يكذب، ولا يقبل عليه إلا إذا علم أنه أحدث توبة، وأن (الكذب يهدي إلى الفجور، وأن الفجور يهدي إلى النار، وأن الإنسان الذي يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
نحن نتمنى أن تقتربي من أختك، وتحاولي معالجة الأخطاء الحاصلة من جانب الوالدة، وكلمي والديك على انفراد بضرورة تغيير طريقة التعامل مع شقيقتك والاهتمام بالدعاء لها، فإن دعوة الوالدة أقرب للإجابة.
هذه وصيتي لكم جميعا بتقوى الله، وأرجو أن لا تظهري الانزعاج الشديد، وافتحوا لها أبواب العودة إلى الصواب، واعلموا أنها مرحلة فيها عناد فلا ترسخوا عندها هذه الروح، وتجنبوا كثرة الأوامر وشدة التضييق عليها.
وبالله التوفيق والسداد.