السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب تعرضت لتجربة وهي أنني تعرفت على فتاة صالحة وأردت الزواج بها على سنة الله ورسوله، لكن أكبر عائق تعرضت له هو تمسك الأهل بتقاليد وعادات بالية، متناسين حاجة الشباب إلى العفاف والاستقرار، بينما كان وقد وجدت الكثير من الشباب يعانون من نفس المشكل، ولا أدري كيف يريد العالم العربي والإسلامي التقدم والتطور وتحرير الأراضي المحتلة وشبابه غير مستقر نفسيا.
ولذا فكرت في إنشاء موقع لجمع تواقيع الشباب لحث وسائل الإعلام الإسلامية على القيام بحملة لتوعية الأهل بذلك، فما رأيكم بذلك وما هي نصائحكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يمن عليك بزوجة صالحة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحيي فيك حرصك على مساعدة نفسك وإخوانك من الشباب المسلم الذي يعاني معاناة مرة نتيجة التزام أهله بما ليس في شرع الله تعالى من أعراف وعادات وتقاليد، والمسلم مطالب بأن يجتهد في تغيير الواقع من حوله إذا انحرف فعلا عن منهج الله تعالى، وهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا كان موقف أهلك أو غيرهم مخالفا لشرع الله تعالى في ميدان الزواج، وأن العلماء قد أفتوا بذلك فعلا وبينوا أن تصرف الأهل غير مشروع، فعليكم أولا بإبداء النصح لهم ونصحهم بالالتزام بالشرع في هدوء وعدم إثارة من باب قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، [البقرة:83] وقوله: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)[الإسراء:53]، خاصة إذا كان الطرف الآخر من الآباء وأولياء الأمور، فإذا لم يستجيبوا لذلك وأصروا على مخالفة الشرع والتحاكم إلى العادات والأعراف والتقاليد التي لا تمت إلى الإسلام بصلة فلا مانع في هذه الحالة من أن تصمموا موقعا لحث وسائل الإعلام على توعية المجتمع بهذا الأمر، شريطة ألا يكون في ذلك تهجم على الشرع تحت شعار محاربة الأعراف والتقاليد البالية، ويمكنك الاستعانة بأهل الخبرة من أهل الخير في المواقع الإسلامية المشهورة والاتصال بالعلماء، حتى يكون موقعك متميزا ومنضبطا بالضوابط الشرعية.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.