إرشادات لأم في التعامل مع ابنتها المتفوقة الذكية المفضلة للعب على الدراسة

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي تبلغ من العمر 11 عاما وتدرس في الصف السادس الابتدائي، وهي غاية في الذكاء، ونتائجها الدراسية ممتازة، ولكنها تفضل اللعب على الدراسة، فهل هذا الأمر طبيعي وما دوري كأم في هذه المرحلة؟ مع العلم بأن المحيط الأسري قمة في الفوضى وكذلك المحيط الاجتماعي.
أرجوكم أفيدوني فإني أريد أن ألقى الله بتميز أبنائي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Abifth حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعجبني رغبتك وأسعدني هدفك الكبير، وقد أحسن من قال:

إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام

وأحسن من قال: ولابد دون الشهد من إبر النحل

فوطني نفسك على الجد بعد الإخلاص والدعاء، ولا تحرمي ابنتك من اللعب إذا أدت ما عليها وخلطت لعبها بالاجتهاد، واعلمي أن لعب الأطفال عندنا مجرد لعب لكنه بالنسبة لهم شغل وشيء مثمر وطاقات وقدرات ومواهب تكتسب، وهل يعرف الطفل حدوده وتعامله مع الآخرين، وهل يكتشف المجهول ويكسب الخبرات إلا باللعب؟! وأرجو أن تجتهدوا في تهيئة بيئة اللعب المناسبة، وأن تعاونوها على اختيار الألعاب المفيدة التي تنمي عندها الذكاء وقوة الملاحظة، واحرصوا على مكافأتها على نجاحها واجتهادها، ولا تظهري العجز، ولا تكثري الشكوى، كما نتمنى منح الطفل مزيدا من جرعات العطف والاهتمام والتشجيع والتقدير والاحترام.

وأرجو أن تطمئني فإن الوضع سوف يتغير - بحول الله وقوته - عندما تعرف الطفلة قيمة الاجتهاد والمذاكرة وتتذوق حلاوة النجاح، مع ضرورة تقليل لحظات الفوضى في الوسط المحيط، وذلك بالاقتراب منها واتخاذها صديقة ومحاورتها في هدوء، والحرص على غرس الإيمان ومخافة الملك الديان في نفسها، مع ضرورة الاستفادة من قدراتها العقلية في حفظ كتاب الله، فإنه سوف يدفعها لمزيد من النجاح، ويكون سببا لنجاتها من أساليب أهل الفساد والطلاح، واجتهدي في تعليمها الأسس الصحيحة لاختيار الصديقات، وكوني صديقتها الأولى، وأكثري لها من الدعاء فإن دعائك أقرب للإجابة.

واعلمي أن أول ما نبدأ به من تأديب أبنائنا هو تأديبنا لأنفسنا؛ فالحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه، فاستحسني أمامها الفضائل والصلاة والمكارم، واعلمي أن الفتاة صورة طبق الأصل لوالدتها.

ونسأل الله أن يوفقك، وشكرا على سؤالك وتواصلك، ورددي بلسان أهل الإيمان: ((ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))[الفرقان:74].

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات