رسالة المعلم في إيجاد الأهداف السامية عند الطالب

0 355

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وفي جهودكم من أجل الخير.

أنا أستشيركم في موضوع لا يعرف مدى أهميته إلا من كان يعمل في المجال التعليمي، وهي أهمية وجود هدف عند الطالب كي ينجح ويتميز ويعطي في مجال تخصصه، فكيف يمكن للمعلم إيجاده ودعمه عند الطالب؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني هذا الوعي، وهكذا ينبغي أن تفكر المعلمة التي هي أم ومربية، وقد وضعت يدك على موطن الخلل في تربيتنا وتعليمنا، ويؤسفنا أن تكون أمة الأهداف الكبرى والغايات العظمى بلا هدف، ولا شك أن تحديد الهدف هو نقطة الانطلاق الكبرى نحو النجاح وبعد توفيق الكريم الفتاح.
إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

وليت القائمين على أمر التعليم أدركوا أن هناك حصة أسبوعية في بعض البلاد الغريبة تتكلم عن الأهداف وطرق الوصول إليها، وهذا سر من أسرار تقدمهم وتمكنهم في تحقيق أهدافهم الدنيوية.

ولا يخفى على العقلاء ما يمكن أن يحدثه الإيمان باليوم الآخر والجزاء عند الله من آثار ضخمة على نوعية الأهداف والاجتهاد في تحقيقها، والمؤمن يجازى عند الله على كل هم أو غم أو حتى شوكة يشاكها في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا أخلص في نيته لله، كما أن الإخلاص ضمان للاستمرار، فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

ومن هنا فنحن ندعو المخلصين من الآباء والمدرسين إلى الاهتمام بمسألة تحديد الأهداف، ولا أظن أنها تأخذ وقتا طويلا، ولو أن كل مدرس سلم على طلابه وذكرهم بالقمم وطالبهم التشبه بالفضلاء وطلب منهم تحديد أهداف قصيرة وطويلة وذكرهم بقول الشاعر:

إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام

ويقول الآخر:

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء

وقبل كل ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى )، وفي كتاب الله: (( واجعلنا للمتقين إماما ))[الفرقان:74]، ومن أنبياء الله نتعلم الطموح العالي، قال تعالى عن سليمان عليه السلام: (( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ))[ص:35]، سأل الوهاب فوهبه، وهذا الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يقول: (إن لي نفسا تواقة، تطلعت إلى الزواج من فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، واشتاقت إلى إمرة المدينة فنلتها، وتطلعت إلى الخلافة فوصلت إليها، وأنا اليوم أتطلع إلى الجنة).

وإذا استطعنا أن نكتشف المواهب والميول والقدرات، ونذكر بالأهداف؛ فإننا سوف نصعد إلى القمم التي لا تليق إلا بنا نحن حملة العقيدة وجنود الشريعة، وهل ضاعت الدنيا إلا يوم تأخرنا عن قيادتها فساد عليها من لا خلاق لهم.

وأرجو أن تنشري هذه القصة بين الزميلات والطالبات مع ضرورة أن يكون الهدف معقولا وأن تكون هناك خطط للوصول إليه، وأن يراعى التدرج؛ فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك يا أختنا في الله، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد وأن يقدر لك الخير في الدنيا ويوم المعاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات