امرأة تعلقت بها أمها ولا تريدها الذهاب لبيت زوجها

0 239

السؤال

مشكلتي في الواقع حياتي التي انقلبت رأسا على عقب بعد وفاة والدي، توفي والدي هذه السنة ولم يكن فقط والدي! بل حبيبي ورفيقي ومنبر حياتي وحياة عائلتي.

وقد توفي بعد أن تزوجت بـ (27) يوما حزنا على خروجي من البيت.

المشكلة ليست هنا، فالأعمار مقدرة، لكن حالنا بعد وفاته أنا وأهلي، نحن (5) أخوات بنات و(3) أولاد صغار، وأنا الآن أقيم بجوار أهلي مع زوجي المحب، ولا يوجد إلا أنا وأختي التي تكبرني بعام من يساند الأسرة، فالمشكلة هي والدتي المتعلقة بشدة بوالدي والتي لا تعرف أن تقوم بشيء لوحدها مع أنها بصحة جيدة، لكنها لم تعتد أن تتحمل المسؤلية، بل بالعكس تتهرب منها، والحقيقة أنها وصلت بها أنها لا تحب أن أغادر البيت لبيت زوجي، فزوجي يعمل خارجا لمدة (4) أيام ويعود فقط في نهاية الأسبوع حتى هذا لا تريده والدتي.

إنها لا تعترض لكن أشعر أنها تكرهني حينما أغادر لمدة يومين فقط، الحقيقة أنا أبحث عن نصيحة، فكيف أستطيع أن أجعل والدتي أكثر تحملا للمسئولية، وأن تتعلم وتعمل وأنها هي الآن المسؤولة عن الأسرة؟

حاولنا جاهدين أنا وأختي أن نفهمها لكن بدون فائدة، لا تتقبل شيئا سوى الحزن، وأشعر بضغط كبير من أمي وإحساسي بالمسئولية لإخوتي ومن الضغط خوفا من المستقبل، وماذا سيحل بوالدتي المسكينة إذا أصبحت لوحدها، وماذا إذا حصل لزوجي عمل خارج البلد ماذا أفعل؟

في الحقيقة أخاف من يوم يجبرني القدر أن أختار بين أهلي وبين زوجي الذي أعشقه لطيبته وأنه حب حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Secret حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يرحم والدكم برحمته الواسعة، وأن يلهم والدتكم الصبر وحسن العزاء، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لكم كل توفيق وسداد، ولا داعي للقلق فإن هذا الحال لن يدوم وسوف تعود الأشياء إلى وضعها الطبيعي ولا أظن أن والدتك ترضى بتقصيرك في حق الزوج الذي سوف يتفهم الظروف المحيطة بالأسرة.

وأرجو أن يدرك الجميع أن سفينة الحياة ماضية، ولا يدري أحد على من سوف يكون الدور، فكلنا سيمضي للطريق الذي سار فيه والدكم، وما أعطى المؤمن عطاء أوسع من الصبر.

ولا شك أن الوالدة تتأثر بما أنتم عليه فأظهروا لها الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، واعلموا أن الموت كأس وكل الناس شاربه، كما ينبغي أن نتذكر مصيبتنا العظمى بفقد رسولنا صلى الله عليه وسلم وسوف تهون عند ذلك مصائبنا.

وأرجو أن تنظروا في أحوال أهل الأرض، فكم من عين باكية ونفس حزينة، وكم من مريض يتمنى الموت فلا يجده.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، أرجو أن توفقي بين حقوق زوجك وحق والدتك، كما نتمنى أن تشغل الوالدة نفسها بالذكر والاستغفار للوالد والدعاء فإن والدكم لن ينتفع من بكاء الوالدة أو غيرها، لكنه سوف ينتفع بالدعاء له والاستغفار له، وصلة الرحم التي لا توصل إلا به.

وأرجو أن نشكر لك مشاعرك وشفقتك على الوالدة التي أرجو أن تجتهدوا في برها في حدود المستطاع، وكوني إلى جوار إخوانك.

ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبك.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات