السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تغيرت زوجتي 24 درجة بعد أن عملت عملية شفط الدهون، وتناولت هرمونات لتكبير الصدر؟ فهل لهذه الهرمونات آثار نفسية؟ وهل العملية تسبب الاكتئاب؟ أصبحت عصبية المزاج لا ترغب في الجنس كليا، تدعي أنها أصبحت لا تحس بالمنطقة السفلى من البطن بسبب العملية، وفقدت الاهتمام بكثير من الأمور، وأصبحت تختلق المشاكل ولا تهتم بي ولا تسأل عني، وتطلب مني الزواج من أخرى بشكل مستمر.
فهل تلك العمليات لها أثر؟ خاصة أنها أصبحت تندم على الماضي، وتذكر أنها كانت لا ترغب بالزواج مني، وأنها أمضت 25 عاما معي ولم تشعر بالسعادة؟
أرجو إفادتي هل تلك العمليات لها تلك الآثار؟ حيث أصبحت الأسرة مهددة بالفتور وعدم التفاعل.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالطبع نحن لا نشجع على هذه العمليات، ولكن عموما هي من الأمور المستحدثة، والشيء الأفضل بالطبع أن يحاول الإنسان أن ينقص من وزنه بالطرق الطبيعية المعروفة، ويعرف تماما أن السمنة في حد ذاتها ربما تسبب الاكتئاب النفسي، كما أن الهرمونات بالطبع ربما تكون ذات تأثير سلبي بالنسبة للمزاج، وربما يكون لزوجتك في الأصل الاستعداد لعسر المزاج والاكتئاب، ثم بعد ذلك أتت العلاجات الهرمونية، وربما لم تكن نتائج الجراحة بالصورة التي تتوقعها، كما أنها لديها قناعات مختلفة، حيث أنها تقول لك أنها لم تكن ترغب في الزواج منك... وهكذا.
أرجو أن تعاملها بالحسنى، وأرجو أن تطمئنها، وأرجو أن تعطيها الأمل أنها سوف تشفى، وأنها سوف تكون على خير وبخير، وأنت أمضيت معها 25 عاما والذي بالطبع يجعلك مساعدا لها، فالزواج ميثاق غليظ، ويجب أن نقدر تماما ذلك، إذن المساندة والاستبصار، وإعطاؤها الأمل، وألا تناقشها فيما تقول من سلبيات، وكن متسامحا، هذا - إن شاء الله - سوف تؤجر عليه، وفي نفس الوقت يساعد في استمرارية الزواج.
عجزها الجنسي أو عدم رغبتها، وكذلك الشعور بالفتور وعدم التفاعل، بالطبع هي من صميم الاكتئاب، فلابد أن تشعر هذه السيدة الفاضلة بأنها هي ربة المنزل، وأنها سيدة الأمر، وأنها هي التي تستشار، وأنه مرغوب فيها، ويجب أن يطبق ذلك عمليا، فهذا حقيقة يغير من أسلوب تفكيرها كثيرا.
الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وأرى أن الفاضلة زوجتك في حاجة ماسة لأدوية الاكتئاب، ومن أفضل الأدوية التي تفيد في حالتها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، وهو عقار فعال وسليم وجيد جدا، وجرعة البداية هي 20 مليجرام يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ترفع إلى كبسولتين (40 مليجرام) في اليوم وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.
أرجو أن تقف بجانبها، وأرجو أن تذكرها بصلواتها وبعباداتها وبتلاوتها للقرآن والدعاء وبالذكر، وشجعها على التواصل مع أهلها وأرحامها، هذه كلها علاجات تأهيلية إن شاء الله، وكما ذكرت لك كن متسامحا ولا تؤاخذها بما تقول، ونسأل الله لها العافية والشفاء وأن يوفق ما بينكما.
وبالله التوفيق.