سبب الإمساك المزمن عند الأطفال وعلاجه

0 1014

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي تبلغ من العمر سنتان وخمسة شهور وتعاني من إمساك مزمن جدا منذ فترة طويلة، وقد عرضتها على الكثير من الأطباء ولكن الإمساك يعود مرة أخرى، وهي تعتمد في أكلها على الفواكه والخضار، ولقد اتبعت تعليمات الطبيب ولكنها تعاني جدا وتبكي كثيرا وأصبحت تخاف من الذهاب إلى الحمام. فماذا أفعل؟ علما بأن ابنتي الكبرى - وعمرها أربع سنوات وثلاثة أشهر - تأكل من نفس الأكل ولا تعاني من الإمساك، فهل يمكنكم مساعدة ابنتي المسكينة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمما يطمئن في حالة ابنتك أن الأطباء لم يجدوا سببا للإمساك، فالإمساك عند الأطفال قد يكون لأسباب عضوية أو وظيفية، فحينما تحصل حالة الإمساك لتغير في الطريقة المعتادة لتبرز الطفل فإن الغالب أسباب وظيفية، وأهمها إحساس الطفل بألم أثناء التبرز، فيتحاشى بالتالي ذلك الأمر ويقاوم رغبته في التبرز؛ كأن يضغط علي عضلات فتحة الشرج العاصرة أو يقف باعتدال شديد حتى تزول الرغبة لديه في التبرز مما يجعل البراز يتجمع في الأجزاء السفلى من القولون بكمية أكبر، ومع الوقت تأخذ هذه المحتويات بالجفاف أكثر، ومع مرور وقت أطول على هذه الحال تأخذ العضلات والأعصاب في القولون بالارتخاء والتعود عليه، وتتكون نتيجة لذلك كتلة صلبة في المستقيم من البراز، وتظهر المشكلة حينها في صعوبة إخراجها وتخليص الجسم منها بالكامل، كما تظهر المشكلة أيضا في تسرب البراز الأكثر سيولة دون شعور الطفل به فيتم تلطيخ ملابس الطفل الداخلية دون أن يكون هناك ذنب للطفل في حصوله.

كما أن من الأسباب الوظيفية الأخرى قلة تناول الطفل للسوائل، أو قلة تناول الألياف التي في الفواكه والخضار والبقول والحبوب، أو كثرة تناول مشتقات الألبان، أو قلة ممارسة الرياضة البدنية، أو كأثر جانبي للعديد من الأدوية.

وأما الأسباب العضوية فأهمها داء هيرشبرنغ، وتنجم عن غياب التعصيب في الجزء النهائي من القولون مما يسبب تشنج هذا الجزء، وبالتالي لا يستطيع الرضيع إخراج البراز فيتراكم بالقولون، وهذه الحالة تختلف عن الحالة السابقة بوجود آفة عضوية في جدار الأمعاء، ويتم تشخيص الحالة بالصورة الشعاعية والخزعة من الجزء المصاب، والعلاج في هذه الحالة جراحي حتما، وعلى الأكثر أن هذا ليس هو السبب عند ابنتك لأن الإمساك بهذه الصورة يبدأ من الأيام الأولى لعمر الطفل.

وهنالك أسباب مرضية أخرى للإمساك؛ وأهمها قصور الدرق وأمراض الكلى، وهذه الحالات غالبا ما تترافق مع أعراض أخرى، وعادة ما يتحسن الإمساك بعلاج المرض الأصلي.

ولعلاج حالات الإمساك المزمن ينصح بما يلي:

1ـ الحفاظ على الروح الإيجابية في التعامل مع مشكلة الطفل هذه، فغضب الأم وتوعدها للطفل بالعقوبة أو إشعار الطفل بالخجل من شكواه أو صراخه أثناء التبرز أو ممانعته للذهاب إلى الحمام وعلى وجه الخصوص تلطخ لباسه الداخلي من أسوأ ما يمكن للأم أن تفعله وسوف يزيد المشكلة تعقيدا.

2ـ تذكر كيفية عمل أعضاء الجسم، فبعد تناول الطعام تعمل الأمعاء على زيادة حركتها كي تدفع الطعام نحو الأجزاء الداخلية من الجهاز الهضمي، وحركة الدفع إلى الأمام هذه قد تؤدي إلى نشوء رغبة في التبرز لدى الطفل، وهنا تستطيع الأم تحين الفرصة للطلب من الطفل أو حثه على الذهاب إلى الحمام للتبرز، هذا مع جعل جلوس الطفل على كرسي الحمام مريحا عبر وضع حلقة مناسبة لحجم جسمه في أعلى المقعدة ووضع شيء مرتفع نسبيا يستطيع الطفل وضع رجليه عليه كي يرتاح عندما يستدعي التبرز وقتا طويلا قد يصل إلى 10 دقائق، والبقاء معه ومحادثته أثناءها حتى يفرغ من قضاء حاجته، ولقد شددت الرابطة على دور ترغيب الطفل في هذا، وذكرت بعض الوسائل التي قد تقدمها الأم مكافأة للطفل على تعاونه، وتعويد الطفل على التبرز بانتظام خلال اليوم.

ويعتمد نجاح علاج الإمساك على المدى الطويل على اعتياد الطفل التبرز بشكل يومي روتيني لعدة مرات، ولذا يجب مساعدة الطفل على التبرز من (3-4) مرات يوميا لمدة (5-10) دقائق كل مرة، ومن المفضل أن يكون ذلك بعد كل وجبة.

3ـ ملاحظة الأم متى يذهب طفلها إلى الحمام، وكم من الوقت يستغرق فيه، ومواصفات البراز الذي يخرجه، ومدى نظافة لباسه الداخلي.

4ـ تقديم وجبات غذائية للطفل تحتوي على الألياف كالتي في الحبوب والخضار والفواكه، وكمية الألياف التي يحتاجها الطفل تقدر عادة بالعمر مع إضافة (5) جرامات؛ أي أن الطفل ذا الـ10 سنوات من العمر يحتاج إلى 15 جراما من الألياف يوميا.

5ـ حث الطفل على شرب الماء والسوائل الأخرى من العصير الطازج أو الشوربة وغيرها، مع ملاحظة أن بعض الأطفال قد تخف لديه مشكلة الإمساك حين التقليل من شرب الحليب أو تناول مشتقات الألبان، وعدم تجاوز كمية الحليب المتناولة يوميا 3 أكواب.

6ـ حث الطفل علي الرياضة البدنية اليومية وشرب السوائل أثناء ممارستها.

7- ولتخفيف الألم أثناء التبرز يستخدم دهان مسكن موضعي في حالة وجود شرخ شرجي أو علاج أي التهابات حول منطقة الحفاضة، ويستمر الطفل في استخدام الملينات لعدة شهور لأن تحجر البراز يسبب الألم.

8- إفراغ القولون باستخدام العديد من الحقن الشرجية والملينات إن لزم، وكل هذه عادة ما تتم بإشراف الطبيب المختص.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات