السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أواخر شهر رمضان المبارك (2006) أصيب أخي الكبير الذي يبلغ من العمر 26 عاما بفيروس أبو صفار الذي يسمى طبيا -على ما أظن- بالتهاب الكبد، والسبب في ذلك أكل المطاعم، وظل طريح الفراش ودائم الترجيع لمدة 15 يوما، والآن بعد أن كتب الله له الشفاء ومضى على مرضه ما يقارب 7 أو 8 أشهر عمل تحليلا بالمستشفى فظهر أن هذا الفيروس ما زال موجودا في الدم، وأخبره الطبيب بأنه سوف يعطيه إبرة تطعيم عن هذا المرض، ولقد ذكر طبيب آخر أن هذا الفيروس بعدما يصيب الإنسان يبقى معه، كما ذكر أيضا أنه لا يحتاج إلى تطعيم.
أفيدونا فنحن الآن في حيرة من أمرنا، فهل ما قاله الأطباء صحيح؟ وكيف نقضي على هذا الفيروس نهائيا، وهل سيظهر مع التحاليل التي تجرى قبل الزواج، وهل هو معد، وهل يعدي بالاتصال الجنسي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحبذا لو كنت ذكرت نوع الفيروس الذي أصاب أخاك، إلا أنه من المعلومات التي ذكرتها يبدو على أنه التهاب الكبد من فيروس (بي)؛ لأن التهاب الكبد بفيروس (أ) عادة ما يختفي خلال فترة قصيرة ولا يبقى في الجسم، والفيروس (سي) ليس له تطعيم متوفر، والفيروس (بي) هو الفيروس الذي يوجد له تطعيم، ومتى تمت الإصابة فلا فائدة من التطعيم.
ومعظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس الكبد (بي) يستطيعون مقاومته وطرده من الجسم، إلا أن هناك نسبة تقدر (5 - 10%) لا تستطيع أجسامهم التخلص منه فيصبحون حاملين له، وقد يتطور المرض عند نسبة قليلة منهم إلى تليف بالكبد أو سرطان الكبد أو فشل الكبد، وبالإضافة لذلك يتطور المرض عند 10% من المصابين تقريبا ليصبح مزمنا ويصبح الشخص حاملا لهذا الفيروس وقادرا على نشر المرض إلى الآخرين.
ويتواجد فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (بي) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل السائل المنوي والإفرازات المهبلية وحليب الأم والدموع واللعاب، وتتم العدوى عند التعرض لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية أو استخدام إبر ملوثة أو عن طريق الفم أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد.
كما أنه بمقدور فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (بي) العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر، ومن الممكن الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان، ومع ذلك فإنه في حوالي 30% من الحالات لا تعرف الطريقة التي تمت بها العدوى.
وانتقال هذا الفيروس من شخص إلى آخر يكون من الأم إلى الجنين أو بالانتقال بين أفراد العائلة أو عن طريق الممارسة الجنسية وسوائل الجسم أو عن طريق طرق أخرى غير معروفة.
وإذا أجري تحليل المرض فإنه سيظهر في التحاليل قبل الزواج، ويجب إخبار الزوجة قبل الزواج بهذا المرض وذلك للتطعيم ضده إن قبلت الزواج بالشخص المصاب لأن هذا المرض ينتقل بين الزوجين.
كما أنه يجب على جميع أفراد العائلة التطعيم ضد المرض، ولكي نمنع الانتقال علينا اتباع ما يلي:
1- على جميع أفراد عائلتك أن تتلقى (3) جرعات التطعيمية.
2- استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية إذا لم يكن لدى أحد الزوجين مناعة ولم يتلقى التطعيم وكان أحدهما مصابا أو حاملا للفيروس.
3- ارتداء القفازات عند لمسك أو تنظيفك لأي دم، وفي حالة عدم توفر قفازات واقية ينصح عند تنظيف المنطقة التي يوجد بها الدم لشخص آخر أن تستخدم قطعة من القماش وكثيرا من الماء بعد التأكد من أنه لا توجد جروح في الأيدي.
4- تجنب الاستعمال المشترك لأدوات الحلاقة؛ مثل الأمواس في محلات الحلاقة، وفرش الأسنان أو الأقراط التي توضع في ثقب الأذن أو الأنف للسيدات وكذلك الأدوات المستخدمة لهذا الغرض، ومقصات الأظافر، وأدوات الحجامة والوشم والختان.
5- تجنب الاشتراك مع الآخرين في مضغ اللبان أو إعطاء الطفل طعاما ممضوغا من قبل الآخرين.
6- التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان.
وأضيف أنه لا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (بي) عن طريق التعاملات البسيطة مثل المصافحة والقبلات العادية التي لا تحمل لعابا، أو تناول طعام تم إعداده عن طريق شخص حامل للفيروس، أو زيارة مصاب بالمرض، أو اللعب مع طفل حامل للفيروس، وكذلك العطاس أو السعال، أو الأكل والشرب من وعاء واحد.
وأما العلاج؛ فهنالك علاج للمرض يتم إعطاؤه بعد أخذ عينة من الكبد وتحليل الدم لمعرفة مستوى كمية الفيروس في الدم.
وما سبق من الكلام كله لافتراضي أن فيروس الكبد من النوع (بي)، وهذا ما استطعت أن أتوصل إليه من كلامك.
ولذا؛ عليكم بمراجعة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد، وفي البحرين توجد الدكتورة الزياني أخصائية الجهاز الهضمي والكبد.
وبالله التوفيق.