السؤال
أنا شاب أعاني من أعراض في جسمي ظهرت مؤخرا وهي:
فتور في رجلي، ورجفان، وخصوصا عند البرد ومواقف الإحراج، والخوف، ولا تستطيع حملي، وحرقة في عيني أحيانا، وضعف في بعد النظر، ونحول في الجسم، وضعف، وعدم القدرة على الحفظ والاستيعاب، والنسيان الشديد.
فأرجوكم مساعدتي ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الأعراض التي ذكرتها هي تحمل الطابع النفسي في مجملها، خاصة عدم القدرة على الحفظ والاستيعاب، وكذلك الرجفة ربما تكون هي من أعراض القلق النفسي الذي يحمل بعض سمات الرهاب في المواقف الاجتماعية أيضا، ولكن لابد أن نتأكد من أنه لا يوجد مرض عضوي، ونصيحتي لك هي أن تقوم بمقابلة طبيب مختص في أمراض الأعصاب وليس الطب النفسي، أنا سأقوم - إن شاء الله - بتغطية الجانب النفسي، ولكن فقط أود أن تتأكد أنه لا يوجد أي نوع من المرض العضوي؛ لأن الفتور في الرجلين والضعف في بعد النظر، والنحول في الجسم هذا ربما لا يكون مرده العرض النفسي، فأرجو ألا تنزعج لكلامي هذا فطبيب الأعصاب سوف يقوم بعمل اختبارات معينة والفحص على قوة العضلات التي بالطبع لا يمكننا أن نحدد قوتها أو قوة الأعصاب حيث أنها تعتمد على قياسات فحصية معينة، فأرجو أن تقوم بذلك.
أما إذا كان الأمر هو أمر نفسي مطلقا بعد أن يؤكد لك الطبيب (طبيب الأعصاب) أنه لا توجد علة عضوية، فالأمر يتعلق في رأيي بنوع من القلق ذي الطابع الاجتماعي، وفي بعض الحالات ربما توجد الأعراض بسبب عضوي وسبب نفسي في نفس الوقت، أيضا أرجو ألا يكون ذلك مزعجا بالنسبة لك.
الذي أراه هو أن تكثر من ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي، ابدأ بالتدرج، فعلى سبيل المثال أمش لمدة عشر دقائق في اليوم الأول، ثم بعد ذلك ارفع المعدل حتى تصل إلى أربعين دقيقة في اليوم، الرياضة تزيل الفتور وتقوي الجسم، كما أنها ترفع أيضا من الطاقات النفسية وتحسن التركيز كثيرا.
أيضا محاولة مواجهة المواقف التي تتهيبها، فواجه هذه المواقف الاجتماعية في خيالك أولا، وتصور أنك في مواجهة موقف معين فيه تجمع من الناس أو أنك أمام مسئول وحاول أن تقتحم في خيالك الخوف في مثل هذه المواقف، ثم بعد ذلك يمكنك التطبيق.
إذا أكد لك الطبيب (طبيب الأعصاب) أنه لا توجد لديك علة عضوية هنا يمكنك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والخوف ومنها العقار الذي يعرف باسم (زيروكسات) وهو دواء جيد، أنا لا أريدك أن تسعى في تناوله قبل مقابلة الطبيب، وإذا أقر الطبيب أنه لا توجد علة طبية هنا ابدأ (الزيروكسات) بجرعة نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر - ويفضل تناوله بعد الأكل - ثم بعد ذلك تخفض إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين.
أسأل الله لك الشفاء والعافية وأتمنى أن تكتب لنا مرة أخرى بعد قيامك بمقابلة طبيب الأعصاب..
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم الأخصائي النفسي وتليها إجابة الدكتور محمد حمودة أخصائي الباطنية - فأجاب قائلا :-
عليك أخي الكريم بمراجعة طبيب الأمراض الباطنية وذلك لكي يقوم الطبيب بالفحص الطبي للجسم ومعرفة إن كانت هذه الأعراض سببها مرضا عضويا أم مرضا نفسيا، فإنك قد ذكرت أن جزءا من هذه الأعراض يأتي مع الإحراج والخوف وهذه قد تشير إلى ضغوط نفسية، ومن ناحية أخرى فإن النحول وحرقة العينين تشير إلى أمراض عضوية، وقد لا نجد السبب بالفحص الطبي ونلجأ إلى التحاليل الطبية لمعرفة إن كان هناك ديدان في الأمعاء قد تسبب النحول والضعف أو فقرا في الدم، وتحاليل للكلاوي لكي نطمئن على وظيفتها، وتحاليل للكبد للتأكد من سلامة الكبد، كذلك وتحاليل أخرى تمليها نتائج الفحص الطبي، فقد يريد الطبيب إجراء تحاليل للغدة الدرقية أو صورة شعاعية أو تحاليل أخرى حسب الفحص الطبي.
لا يمكن إعطاء تشخيص لحالتك دون الفحص الطبي ودون إجراء تحاليل لأن هناك الكثير من الأمراض العضوية والنفسية التي تعطي نفس الأعراض العامة التي تشكو منها.
الرجاء مراجعة الطبيب بأسرع وقت.
وبالله التوفيق.