السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي عمرها 13 سنة، وهي أصغرنا ومدللة كثيرا والكل يحبها ويعاملها جيدا، ولكنها تكذب علينا مع أنها تعرف عقوبة الكذب، ولا نعرف ما الذي يدفعها للكذب، فمثلا درجاتها المدرسية لا تخبر أمي عنها مع أن أمي لا تفعل شيئا حتى لو كانت النتائج غير مرضية، ولو سألتها عن العلامات تقول: لم نأخذها. وتخفيها عنها، وكذلك لا تحافظ على الصلاة، ولو سألناها: هل صليتي؟ تقول: نعم، وهي في الحقيقة لا تصلي، وكثير من الأشياء تفعلها وتقول العكس، ولا نعرف لماذا أو ما الذي يدفعها للكذب، وهي تعرف أننا لن نفعل لها شيئا لو لم تأخد نتائج مرضية أو غيره.
وقد جربنا الحديث معها بالهدوء وبالتحفيز وإقناعها بأن هذا لا يجوز أن تفعله ولكن دون جدوى، كما أنها لا تحافظ جيدا على نفسها ونظافتها، مع أنها فتاة جميلة جدا، ونحن جميعا تهمنا النظافة جدا ونحاول دائما الحديث معها وإقناعها وإحضار لها كل ما يمكن أن يشجعها على الاهتمام بنفسها فتهتم قليلا ولكن بعد بفترة تعود كالبداية.
وقد حاولت أمي معها بجميع الطرق ولكن لا شيء يجدي معها نفعا، وهي الآن لا تدري ماذا تفعل معها وما الذي يجعل ابنتها تكذب عليها، علما أن أمي طيبة جدا، وعلاقتنا معها أعز من أصدقاء، وهي متفهمة جدا، وعائلتنا ولله الحمد يسودها الهدوء والمحبة ولا يوجد بها المشاكل التي من الممكن أن تؤثر عليها، فما الحل؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ثناءكم على المتفوقات قد يدفعها للظهور بمظهره، وحرصها على المحافظة على مكانتها يدعوها للظهور بما ليس فيها، وأرجو أن تشعر بأنها تحترم كإنسانة وكأخت وبنت عزيزة، وأرجو أن تتجنبوا مقارنتها بالمتفوقات لأن في ذلك ظلما لها ولهن، وكل إنسان له مواهبه ومزاياه، مع ضرورة عدم إظهار الانزعاج الشديد من هذا التصرف الخاطئ الذي قد ينفع في علاجه الإهمال والتغافل، مع الاهتمام بها إذا صدقت والثناء عليها بما فيها من إيجابيات، وقد ينفعها قولكم: (نعمت الفتاة فلانة إذا فعلت كذا وكذا وتركت كذا وكذا).
ونحن ننصحكم بالبحث عن الأسباب فربما كان السبب هو صديقاتها وربما كان السبب هو وجود من يكذب من الأهل، وربما كان السبب هو الإعجاب ببعض الكذابين، وقد يكون السبب هو ضعف ثقتها في نفسها، وهذه من النتائج المتوقعة عند زيادة الدلال، وعند زيادة جرعة التخويف والشدة أيضا، وعلى العموم إذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.
وأرجو أن تحرصوا على ربطها بالله وتزكية روح المراقبة في نفسها، ولا تقولوا: ماذا يقول عنك الناس، أو هذا عيب، ولكن اجعلوها تراقب الله الذي يعلم السر وأخفى، كما أرجو أن تهتموا بما تفعله من الصواب ولا تركزوا على النقائص وتكثروا من العتاب، واعلموا أنها تمر بمرحلة تحتاج فيها لمزيد من ثقتكم، وينفع في هذه المرحلة الحوار الهادئ، وقد قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.
كما نتمنى أن تحرص الوالدة عند محاورتها على المسح على شعرها وضمها والثناء عليها وإخبارها بخطورة الوقوع في الكبائر مثل التهاون بالصلاة أو الكذب مع ضرورة أن يكون ذلك في لطف وبعد عن الآذان والأسماع، وأرجو أن تسألها عن السبب في كل ذلك بعد أن تؤكد لها أنها أصبحت كبيرة وعاقلة وتعرف الحق من الباطل.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله فإنها طريف كل صلاح وفلاح، وإذا أوجدت بيئة الطاعات فإن أختكم سوف تتأثر، وأتمنى أن تكثروا لها من صالح الدعاء، فإن الهداية بيد الله.
نسأل الله أن يصلحها وأن يصلح بنات المسلمين، ومرحبا بكم وشكرا على تواصلكم مع الموقع، ونسأل الله لنا ولكم حسن الختام.
وبالله التوفيق والسداد.