إرشادات في إنقاذ الأخوات العاقات للوالدين والمفرطات في أمر الدين

0 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أكتب لكم هذا النص وأنا خارج من مشاجرة عائلية حدثت بين الأب وأخواتي البنات اللاتي لا يحترمن أباهن أو أمهن، والكل يعيش بطريقته، ومهما حاولنا النصح وحاولت أن ألزمهن بالتمسك بالدين بأي طريقة لم ينفع معهن، فبمجرد أن أكلمهن يبدأ الشجار، ووالدي كبير بالسن - 70 سنة - وأخاف أن يحدث له مضاعفات صحية، وقد أقسم بالله أنه بريء منهن إلى يوم الدين.

وقد مللت من هذه المعيشة رغم أني متزوج، ولم أجد الحل، خاصة أني دون عمل والوالد هو المعيل الوحيد، فقد كرهت كل الدنيا بما فيها من الأهل ما عدا الوالدين، والجيران يحبون المشاكل ويشفون غليلهم، وما بقي لنا سوى التمسك بالله سبحانه.

وأكتب لكم لأني لم أجد أين أتوجه ولم أجد الأخ الذي أشركه في مشاكلي عسى أن أجد الحل، وأخاف أن أسبب مشكلة أكبر أو أقتل إحدى أخواتي كما يوسوس لي الشيطان، ويوسوس لي بالانتحار، فما عدت أطيق أن أعيش في هذا الوضع الخانق، وأحس أني مختنق ولا أجد الحل، فالكل تخلى عني وأصبحت تقريبا منعزلا بالبيت وتتدهور معنوياتي، وأصبحت أصاب بالمرض وأتناول الدواء وأميل كثيرا للنوم من كثرة الضغوط، وأتمنى أن أموت وأرتاح، فانصحوني.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نتمنى أن تواصل البر لوالديك والإحسان لأخواتك، وأرجو أن تختار للنصيحة أوقاتها المناسبة وألفاظها الجميلة وتحاول التدرج في العلاج والتصحيح، فإن الطبيب الناجح يبدأ بعلاج أخطر الأمراض أولا، ولا تستعجل النتائج، واطلب من والديك الإخلاص في الدعاء لأخواتك، كما أرجو أن تبدأ بكسب ودهن وإظهار الشفقة عليهن، وذلك بالإحسان إليهن، وإظهار الحرص على مصالحهن، فإن الناس جبلوا على حب من أحسن فكيف إذا كان المحسن أخا شقيقا رفيقا؟

وأرجو أن تعلم أن مخاطبة المرأة والنصح لها يحتاج لمهارات وصبر، فإن المرأة تتأثر بسرعة وتفقد الأثر بنفس السرعة، ولذلك فإن من المفيد لها تكرار الوعظ ومخاطبة العواطف والتذكير بالمخاطر والعواقب، كما نتمنى أن تهتم بما يلي:

1- كثرة الدعاء لهن ولنفسك.

2- تشجيع جوانب الخير حتى ولو كانت قليلة.

3-اللطف واللين والحكمة.

4- الاهتمام بغرس الإيمان والتذكير بالسجود للرحمن.

5- عدم النصح أمام الناس مع ضرورة تجنب التجريح والبعد عن التوبيخ.

6- إيجاد البدائل الطيبة.

7- ربط الشقيقات بالصالحات وبمراكز العلم الشرعي.

8- التدرج في الإصلاح.

9- كسب ود ورضا الوالدين.

10- تشجيع زوجتك على أن تكون قدوة حسنة لهن.

كما نرجو التواصل معنا أولا بأول، مع بيان طبيعة الخلاف بين البنات وأبيهن، فمعرفة السبب تساعد في معرفة الحل، واعلم أن الإنسان خلق في كبد، وأن صبرك على الإصلاح بين أخواتك ووالدك من أعظم القربات، كما قال الله تعالى: (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ))[النساء:114].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على الإحسان، فإن الله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات