السؤال
السلام عليكم.
حصل زوجي على بعثة للسفر لإكمال الدراسة في الخارج، ونتيجة لظروف عملي لن أستطيع مرافقته، ولكن سؤالي وشغلي الشاغل كيف أستطيع أن أجعل قلب زوجي يحن ويشتاق إلي ولا يتأثر بما يشاهده ويعيشه في الغرب؟
وهناك هاجس ينتابني وهو الخوف من أن يتغير زوجي أو يقارن بيني وبين النساء الأجنبيات.
أرجوكم ساعدوني للمحافظة على الحب رغم البعد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تقوى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن حسن تعاملك مع زوجك وحرصك على وداعه بالكلمات الطيبة والمشاعر النبيلة واهتمامك بالسؤال عن أحواله هو خير ما يعينك على ما تريدين بعد توفيق وتأييد مصرف القلوب سبحانه، فاجعلي العهد معه على طاعة الله وكوني عونا له على ما يرضى الله، وأعلني له رغبتك في أن تكوني إلى جواره وأحسني له الاعتذار.
ولا أظن أن زوجك يقارن بين الكافرات والمسلمات، ولا بين المظهر وطهارة المظهر والجوهر، والنفس العفيفة لا ترضى بما تمسه الذباب، وقد أحسن من قال:
إذا وقع الذباب على طعام ***رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا كان الكلاب ولغن فيه
وأرجو أن تعلمي أن تحريضك له طاعة الله ومراقبته هو أكبر ضمان للمحافظة على نفسه وعليك، وقد قال عليه الصلاة والسلام في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك)
وإذا كان من الممكن أخذ إجازة مفتوحة من العمل للذهاب معه فذلك خير كثير، ونحن نتمنى أن لا تظهري له مخاوفك بصورة واضحة، فإن ذلك قد يدفعه للاتجاه القبيح وتصديق تلك المشاعر السالبة.
وقدمي طاعة الله على رغباتك، واجعلي غايتك رضوان الله، واسألي الله له الثبات والإخلاص، فإن الله يصرف السوء والفحشاء عن عباده المخلصين.
ولا شك أن المرأة العاقلة المؤمنة تتودد إلى زوجها وتحسن استقباله ووداعه، وتحترم فيه رجولته وعقله، وتظهر إعجابها بدينه وخلقه، وكوني واثقة من أنه سوف يبادل احترامك له بالاحترام وتقديرك له بتقدير مماثل، وتذكري أنه اختارك من بين آلاف النساء.
واعلمي أن الطريق إلى قلب زوجك يمر باحترامك لأسرته، وبحرصك على احترامه بعد طاعتك لربك، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين خلقه، فكوني مع الله، وأبشري فإن قلبك وقلب زوجك بيد الله.
ونسأل الله أن يحفظك ويحفظ زوجك وأن يؤلف بين قلوبكم.
وبالله التوفيق.