السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا شاب عمري 23 سنة، أعاني منذ أن كان عمري تسع سنوات من مشكلة غريبة تشبه في أعراضها الوسواس القهري، فعندما أختلي بنفسي أقوم بتخيل أشخاص وأتفاعل معهم، والمشكلة أني لا أتخيل في عقلي فقط، بل أقوم بالحركة والحديث بلساني، فمثلا أحيانا أتخيل نفسي مجاهدا فأتخيل نفسي أمسك سلاحا وأقاتل، وأظل أتحرك في غرفتي كأني في معركة فعلا، وأحيانا أتخيل نفسي رئيس دولة وأحارب اليهود، وأحيانا لاعب كرة مشهور .. وهكذا، خيالات لا تنتهي، فهل هذا وسواس قهري؟! حيث أن هذه الأفعال أمارسها يوميا ولا أستطيع التوقف عنها رغم أني مقتنع بسخافة هذه الأفعال.
علما أني لا أرى أشخاصا فعلا ولكني أتخيلهم فقط، وطاقتي ووقتي يضيعون، وأدت هذه المشكلة إلى تأخري في الدراسة، حيث عندما أختلي بنفسي لأذاكر أقوم بممارسة هذه الأفعال.
كما تعتريني وساوس مزعجة في العبادة والعقيدة، فأحيانا بعد الصلاة تأتيني فكرة أن صلاتي رياء ويجب أن أعيدها، وأحيانا تتداعى أفكار مضحكة على عقلي في أى مكان فأضحك فأشعر بالحرج عندما أرى الناس ينظرون إلي، وكذلك وساوس الوضوء والنية والذات الإلهية وما إلى ذلك.
أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض التي تنتابك هي مركبة من أحلام يقظة وكذلك وساوس قهرية، وفي رأيي أن الأمر قد بدأ معك بشكل أحلام يقظة، وهي تكثر في وقت اليفاعة وحول البلوغ، وبعد ذلك استمر الأمر وتطور إلى وساوس قهرية؛ لأنك أسرفت بعض الشيء في أحلام اليقظة ولم تقاومها.
وهذه الوساوس بالرغم من اعتقادك بسخفها لكن لابد أن تقاومها وتزيد قناعاتك، وفي نفس الوقت أرى أنه حين تأتيك هذه الخيالات وهذه الأفكار التي تود القيام بها عليك أن تقوم بعمل شيء آخر مخالف، قل لنفسك: حين تأتيني هذه الوساوس على سبيل المثال سوف أبدأ أقرأ في كتاب ما، أي حضر مع نفسك فعلا فكريا وعمليا تقوم بأدائه حين تنتابك هذه الوساوس.
والشيء الآخر يمكنك أن تقوم بالضرب على يدك بشدة حتى تحس بالألم حين تأتيك هذه الفكرة، فاربط الألم بالفكرة، وهذا إن شاء الله سوف يضعفها كثيرا.
وأرى أنك سوف تستفيد كثيرا جدا من الأدوية، فالأدوية النفسية المضادة للاكتئاب تعتبر ناجعة ومفيدة في حالتك، وأفضل دواء سيكون هو الفافرين، والدراسات الآن تدل أن الفافرين يفيد في مثل هذه الوساوس خاصة المقترنة بأحلام اليقظة كما ذكرت لك.
فأرجو أن تبدأ تناول الفافرين بجرعة 50 مليجراما نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بنفس هذا المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى الجرعة العلاجية الكاملة، وهي 200 مليجرام في اليوم، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة مسائية، أو يمكنك أن تتناولها 100 مليجرام ظهرا و100 مليجرام ليلا، ولابد أن تصبر على هذا الدواء، فهو فعال وقليل الآثار الجانبية، ولا يسبب إلا عسرا بسيطا في الهضم، وهذا يمكن أن تتخلص منه وتتناوله بعد الأكل وأن تبدأ الجرعة تدريجيا كما ذكرت لك.
وأقل مدة للعلاج في مثل حالتك على هذه الجرعة أي 200 مليجرام هي ثمانية أشهر، تبدأ بعد ذلك في تخفيض الجرعة بمعدل 50 مليجراما كل شهر حتى تتوقف عن الدواء.
وأؤكد لك أن هذه وساوس قهرية، وأؤكد لك إن شاء الله أنها سوف تزول وتنتهي، فعليك بمقاومتها، وعليك بتحقيرها، وعليك باستبدالها بأفكار أو أفعال أو طقوس مخالفة، ولابد أن يكون هذا نمط حياتي يومي.
والأبحاث تقول أن الإنسان إذا حرص على هذه الجلسات النفسية الشخصية يوميا لمدة أسبوعين، فسوف تبدأ بعد ذلك الوساوس في الاضمحلال حتى تختفي، ولا شك أن العلاج الدوائي سوف يكون دافعا قويا للتحسن، علما بأن الدواء تبدأ فعاليته الحقيقة بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بدايته، فعليك الانتظام في تناوله وتطبيق الإرشادات السابقة.
أسأل الله لك العافية وأن تزول عنك هذه الحالة، وبالله التوفيق.
-------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد عبد العليم، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج وساوس العقيدة: (244914-260030-263422-259593-260447)، كما يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التي تعالج وساوس الطهارة والصلاة وهي: ( 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267).
والله الموفق.