تهيج الأمعاء وآلام القولون

0 942

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو التكرم بإفادتي حول مرض تهيج الأمعاء خاصة الأمعاء الغليظة؛ حيث أشعر بالألم في أسفل القولون وغازات في الفترة الصباحية مع توتر في الأعصاب أحيانا، وأشعر بانحطاط في قواي وألم في الركب والمفاصل، وأحيانا أشعر أنني لا أستطيع عمل شيء ولا أقدر على ذلك وحتى أنني عند شرب الماء تزداد عندي الغازات والألم والتعب، وقد كنت قد مررت بحالة من القلق والتوتر وضغط نفسي كبير خلال شهرين سابقين.

ماذا أصنع؟ فقد غير ذلك حياتي وتعبت بعد زواجي، وقد نصحني أحد أصدقائي بتناول حبوب زيت النعناع، والآخر وصف لي الدجماتول، وقد ذهبت للطبيب النفسي ووصف لي السيبرالكس ولكني عرفت أنه يضعفني جنسيا؛ لأنني سبق وتناولت السبرام مدة سنة سابقا وسبب لي مشاكل في الجنس مثل عدم القذف وعدم الرغبة الجنسية، فلماذا وصف لي الطبيب هذا الدواء؟

والآن أنا أعاني ولا أشعر بالرغبة في أشياء كثيرة في حياتي، حتى أن تلك الحالة من التهيج في القولون قد أثرت على علاقاتي مع أسرتي وعلى مزاجي في العمل، وأنا أريد أن أتخلص من تلك الحالة، فما العمل؟ وبماذا تنصحونني وأنا سوف أسافر لأولادي ولا أحب السفر إليهم وأنا متعب؟!

هل تناول الشاي يؤثر على القولون خاصة أنني جعلت من جسمي حقل تجارب للمشروبات، وهذه الحالة سبق وأن أصابتني وقد شفيت منها بدون علاج ولكن بعد معاناة كبيرة، فهل أستمر في أخذ Colpermint ، وهل لها آثار جانبية؟ وهل تفيد الفيتامينات في تقليل الأزمة؟ وهل يوجد ضرر في تقليل السوائل؟ حيث أشعر بالراحة الكبيرة في عدم تناول السوائل.

وأنا والله متعب جدا فماذا أفعل؟ أرشدوني أريد أن أعود لحياتي الطبيعية أنا لا أريد أن أخسر عملي أو أهلي بسبب تلك الأعراض، وأنا أعتمد – بعد الله تعالى - على عامل الصبر والتغيير في نظام حياتي، عسى الله أن يجعل في ذلك فرجا قريبا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح من رسالتك المعاناة التي تمر بها، ولكن أود أن أطمئنك أولا أن القولون العصبي أو تهيج القولون مرض غير عضوي، أي أنه لن يتطور إلى مرض خطير أو مرض آخر؛ فهو اضطراب وظيفي في الأمعاء خاصة الغليظة فإن حركة عضلات الجهاز الهضمي وخاصة التي تحيط بالقولون (الأمعاء الغليظة) تكون غير طبيعية؛ حيث تكون حركة هذه العضلات عشوائية وسريعة جدا وينجم عنه أن يكون البراز مائيا مثل الإسهال؛ وذلك لأن الطعام لم يأخذ وقته الكافي في الأمعاء الغليظة حتى يتم امتصاص الماء منه، وقد تكون حركة العضلات بطيئة جدا فيحدث عندها الإمساك؛ حيث يكون الطعام قد أخذ وقتا طويلا في القولون مما جعل امتصاص الماء كثيرا فيصبح البراز صلبا ولا يخرج إلا بصعوبة أثناء التغوط.

ويترافق مع هذه الأعراض الشعور بالغازات في البطن، وقد يحصل أن يكون هناك مخاط ولا يكون هناك دم في البراز، والآلام لا توقظ الإنسان من نومه عادة في هذا المرض وهذا ما يميزه عن الأمراض العضوية، وهناك تقريبا 10% إلى 20% من الناس يشكون من أعراض القولون العصبي، وعادة ما يكون ألم البطن متكررا ومفاجئا ومصحوبا بالرغبة في التغوط، وعادة ما يذهب الألم بالتغوط.

وطبعا الحالة النفسية لها دور كبير؛ فالأعراض تزداد مع التوتر والقلق، والأعراض نفسها أيضا تزيد من التوتر بسبب قلق الإنسان من هذه الأعراض وما يرافقه من معاناة، وأعرف بعض المرضى الذين يشكون من هذا المرض من يلزمون أخذ الأدوية وبشكل مستمر؛ لأن الأعراض عندهم شديدة، وطبعا كلما زاد التوتر ازدادت الأعراض لذلك عليك أولا أن تستيقن أن ما أصابك ما كان ليخطئك!! فهو ابتلاء من الله لرفع درجتك وزيادة حسناتك - إن شاء الله - واحمد الله تعالى فهو ليس مرضا عضويا.
عليك بتقوية العزيمة والإرادة بأن تتغلب على هذا المرض وقراءة القرآن (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28] والإكثار من الصدقات مهما كانت قليلة (داووا مرضاكم بالصدقات-الحديث)، وأود أن أخبرك عن قصة مريضة كنت أعالجها من التهاب مفاصل شديد، وجربنا معها أقوى الأدوية وكانت استجابتها قليلة، وذات يوم جاءت وهي تقول لي: يا دكتور الحمد لله لقد تحسنت وقد استخدمت وصفة ولله الحمد أشعر بفرق كبير، والآن نستطيع تنزيل جرعة الدواء بدلا من زيادتها فسألتها عن هذه الوصفة فقالت: لقد عملت ثلاثة أمور:

- الإكثار من الاستغفار.
-الإكثار من الصدقات.
-قيام الليل والدعاء في الليل.

وطلبت مني أن أنشر هذه الوصفة لأي مريض وها أنا أقولها لك، وكما ترى فهذه الوصفة أقل تكلفة من زيارات الأطباء والأدوية، والشفاء عند من بيده الشفاء!!!
وطبعا عليك أيضا باتباع بعض التعليمات:
- الحمية الغذائية: ليس هناك حمية غذائية معينة لهذا المرض، فكل مريض ينزعج ويتأثر بأنواع مختلفة من الأطعمة، لذلك عليه تفادي هذه الأطعمة التي يكتشفها بالتجربة الشخصية، وخاصة الحليب والبقوليات.

الملينات: تستعمل الأطعمة الغنية بالألياف والأدوية الملينة لمكافحة الإمساك المزمن.

مضادات التشنج: تستعمل الأدوية المضادة للتشنج لعلاج الألم (المغص)، ويفضل إعطاؤها قبل الطعام بنصف ساعة لتفادي التشنج قبل حدوثه. مثل الديسباتالين.

مضادات الإسهال: تستعمل عند حدوث إسهال شديد، وهي متنوعة وكلها ذات مفعول وقتي.

مضادات الغازات: تستعمل للنفخة، ومنها الفحم الطبي وSimethicone

أما مضادات الاكتئاب التي استخدمتها فهي تعطي نسبة عالية من التحسن قد تصل إلى 89 %، ويجب استعمالها لفترات لا تقل عن شهرين متواصلين وهي تساعد على التأقلم مع حالات الشدة لبعض المرضى القلقين والذين يصابون أحيانا بالاكتئاب.

أما الشاي فكما قلت لك: إن كنت تلاحظ أنه يزيد الأعراض فابتعد عنه أو قلل منه، وColpermint من الأدوية المخففة من التقلصات فأنت كنت مرتاحا به ويخفف التقلصات فيمكن استخدامه.

أرجو أن تتحلى بالصبر ولا تجعل مرضا من هذا النوع يؤثر على حياتك، وبارك الله فيك وفي عيالك وقواك وعافاك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات