السؤال
ما هي الأعمال التي تجعل الله سبحانه وتعالى ينزل اللعنة على الإنسان؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن اللعن هو الطرد من رحمة الله، وويل لمن حلت عليه لعنة الله، وقد جعل الله لعنته على طائفة من العصاة، مثل الكاذبين واليهود الحاقدين، وقد لعن سبحانه الظالمين، وورد في السنة لعن النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط، وآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، ولعن في الخمر كل من دار في فلكها ....إلى غير ذلك من الأعمال التي ورد فيها اللعن، كالنامصة والمنتصمة، والواصلة والمستوصلة.
وقد جعل العلماء ورود اللعن على أي عمل دليلا على أنه من كبائر الذنوب، وهذا باب يحتاج إلى تتبع واستقراء، وقد ألفت في ذلك بعض الكتب ككتاب الملعونين، وكتاب أعمال لعن الله أصحابها، واشتملت الكتب المؤلفة في الكبائر على الأشياء التي ورد فيها اللعن.
وقد يقع اللعن والتلاعن بين طوائف من الغافلين، ولكن المؤمن ليس بلعان، ولا طعان، ولا فاحش، ولا بذيء، والشريعة تمنع حتى لعن البهائم العجماء، فكيف بالإخوان والأبناء؟! ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه، وحجز لسانه عن اللعن والسباب، وقد حذر العلماء من إجراء اللعن على الألسن، ومنعوا لعن المعين، ولكن إذا جاء اللعن على الكاذبين أو على الظالمين أو نحو ذلك فلا مانع من ذلك، شريطة أن لا يترتب على ذلك اللعن مفسدة أكبر، فإن الله سبحانه قال في كتابه: ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم))[الأنعام:108].
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، ومرحبا بك مع إخوانك في الله.
ونسأل الله أن يفقهنا وإياك في الدين، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين.
وبالله التوفيق والسداد.