كيفية التعامل مع الاختلافات بين الصديقات؟

0 403

السؤال

لي أخت أصغر مني بكثير، علاقتي بها محبة في الله وأخوة.

المشكلة أنه تحدث بيننا اختلافات على أمور بسيطة جدا تؤثر في وفيها، ربما نمكث يومين أو ثلاثة ونحن نعاني منها، مثلا: تتوقع مني أن أتصرف بتصرف معين أو أترجم لها مشاعري واهتمامي بها بطريقة تنتظرها ولكن لايحدث ذلك، أو مثلا تحدث مواقف أخرى سرعان ما تنالها العصبية بسبب تصرفي وأنا لا أشعر بذلك، فما الحل؟ بالرغم من أننا جلسنا سويا لحلها والتناقش فيها ومع هذا كل لحظة انسجام بيننا يتعكر صفوها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأخوة الناجحة هي ما كان أساسها الإيمان وعمادها التعاون على البر والإحسان، وركنها تقوى الرحمن، ومن الضروري أن تكون الأخوة في الله ولله وعلى مراد الله، وكل علاقة لا تقوم على هذا تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، [الزخرف:67]، كما أن الصداقة الناجحة تقوم على فهم النفسيات والصبر على الزلات، وهل حسن الخلق إلا بذل الندى وكف الأذى والصبر على الجفاء، ولن تدوم صداقة ولا صلة رحم إلا بالتغافل، وقد قيل للإمام أحمد: العافية عشر درجات، منها في التغافل، فقال بل العافية عشر درجات كلها في التغافل. مع ضرورة تقديم بعض التنازلات ليكون اللقاء في المنتصف.

ونحن ننصح كل واحدة منكن بالاجتهاد في رصد الأمور التي تغضب الصديقة، ويمكن الوصول إلى ذلك بالحوار والسؤال، فإذا علمت كل واحدة منكن الأشياء التي تضايق صديقتها فعليها الاجتهاد في تفادي تلك الأشياء، والإنسان يستطيع أن يفهم هذه الأشياء عن طريق المعاشرة والتعامل، فكما أن وجود الإنسان في جماعة له ضريبة لابد من دفعها، وهي مسألة الاحتمال لما لا يعجبه من التصرفات والكلمات والمواقف: فإن الله خلق الناس مختلفين، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر.

ولا شك أن الخلافات التي تحدث لها فوائد إذا أحسنا التعامل معها؛ لأن الخطوط الحمراء تتضح من خلال تلك المواقف، ومن خلال ما يعقبها من لوم وعتاب، ولكن اللوم والعتاب إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.

ولست أدري كم هو الفارق بينكما؟ لأن من شروط الصداقة الناجحة الاتحاد في العمر والتقارب في الثقافة، والتشابه في الأوضاع الاجتماعية، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، أما إذا كان الفارق كبيرا فهذا سبب لصعوبة الانسجام لاختلاف الهموم وطرائق التفكير.

وهذه وصيتي لكن بتقوى الله ثم بضرورة التأكد من أن العلاقة في الله ولا دخل للمظهر أو الملبس أو سائر المظاهر فيها، مع ضرورة الحرص على النصح وزيادة الحب بحسب الزيادة من الطاقات والقرب من رب الأرض والسماوات.
ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات