السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد شرحت لكم وضعنا من قبل، وأننا انتقلنا إلى بيت جديد، وشرحت الحلم الذي رأيت به أمي وقد تعبت، ولكن رغم الرقية والقرآن والأدعية وكل المحاولات قد طرأ شيء جديد وهو أن أمي كانت تشعل بالغاز فهب في وجهها ولكن لم يؤذها والحمد لله، ولكنها منذ ذلك الوقت وهي خائفة ولا تطيق المنزل الجديد، وفي كل يوم تبكي لنعود لمنزلنا السابق، ولا تأكل ولا تستطيع الانتظار.
وقد أخذ أبي يبحث عن أرض لنبيع بيتنا ونبني عليها في المنطقة التي كنا نعيش بها ولم نجد، وفي كل يوم تشعر أنها لا تريد العيش بالبيت ولا تعرف النوم ليلا، والمشكلة أننا قد تعبنا كثيرا حتى بنينا هذا البيت، وتعب أبي كثيرا خصوصا وأنه قد بنى لإخواني الشباب الغير متزوجين، وهي لا تريد أن تؤذي إخوتي وتترك البيت وهو المكان الذي سيستقرون فيه، فهل هذا تفسير لجزء من حلمي؟!
مع العلم أن أمي استخارت ورأت بالمنام أن خالة لي قد اشترت سيارة سوداء فخمة وكبيرة وتقودها وبها ثلاثة أجزاء للجلوس، علما أن بيتنا ثلاثة طوابق في المبنى الجديد، وكان معها ابنها وشعرت أمي بالغيرة ولكنها قالت بنفسها: إن أبي يوصلها إلى أي مكان تريده وفرحت لخالتي كثيرا، وكانت جدتي وأحد أخوالي بجانبها، فقالت أمي بفرح: مبروك، فردت جدتي: الله يبارك فيك، فهل سنترك بيتنا الجديد أم ماذا سيحصل وماذا سنفعل؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amal حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان إذا اتقى الله في الصحو فلن يضره ما شاهده في النوم، وإذا رأت المسلمة رؤيا طيبة فإنها تذكرها لمن يحبها حتى يفسرها على أحسن الوجوه، وأن رأت رؤيا مزعجة مخيفة فمن السنة أن تتحول إلى الشق الآخر وتنتقل عن يسارها وتتعوذ بالله من الشيطان ولا تذكرها لأحد فإنها لن تضرها.
ونحن ننصحكم بقراءة سورة البقرة والمعوذات وأذكار الصباح والمساء في البيت، وأرجو أن تستعينوا بالله وتتوكلوا عليه، واعلموا أن الأمة لو اجتمعوا لينفعوكم لم ينفعوكم إلا بشيء قد كتبه الله لكم، وإذا تآمروا وكادوا وخططوا واجتمعوا ليضروكم لم يضروكم إلا بشيء كتبه الله وقدره عليكم، فلا تلتفتوا للمنامات والكلمات، والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرها، وشقي في الناس من ينظر إلى ما في أيدي الناس، وقد قال الله في كتابه: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى))[طه:131].
ولا يخفى عليكم أنا ما حصل للوالدة عبارة عن شيء عادي يحصل في كل البيوت، واحمدوا الله الذي سلمها، وما ينبغي للمسلمين أن يتشاءموا بكل ما يحصل لهم، فإن النافع الضار هو الله.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، واعلموا أن الأمر لله من قبل ومن بعد، واعلموا أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأهل الإيمان إذا نزلوا منزلا عمروه بالأذكار والتلاوة والصلاة والسلام على رسولنا المختار ورددوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
وبالله التوفيق والسداد.