تأثر الزوج من كثرة زيارة الزوجة لأهلها وكيفية علاج ذلك

0 602

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة منذ إحدى عشرة سنة، وزوجي طيب بحمد الله ولا يرفض لي أي طلب إلا إذا كان الطلب أني أذهب مع أهلي لمنتزه أو أي مكان، لدرجة أني صرت أخاف أن أطلب منه الذهاب إلى أهلي أكثر من مرة في الأسبوع حتى لا يغضب، وهذا الشيء أزعجني كثيرا، وأريد أن أصارحه بذلك ولكني أخاف من ردة فعله، لأني أعرف أنه سينكر هذا الشيء، فكيف أتصرف؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س.ع حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حرص الزوج على بقاء الزوجة معه دليل حبه وتقديره، فاحملي تصرفه على أحسن المحامل واعلمي أن أولى الناس بالمرأة زوجها، وأرجو أن تحرصي على أن تحسني لأهله وتشجعيه على برهم وصلتهم، وكوني واثقة بأنه سوف يبادلك المشاعر، ولا تشعري أهلك بما يحصل حتى لا تتأثر النفوس فإن ما يفعله ليس من الخطأ، وماذا بقي للزوج وما هي مكانته إذا ذهبت امرأته في كل يوم إلى أهلها، فلا تكوني حنانة وتلطفي مع زوجك وحاولي معرفة الأسباب، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، فقد يكون السبب هو تأثرك سلبا بالمكوث عند أهلك، وذلك لأن بعض الزوجات تأتي من زيارة أهلها متغيرة تماما، وربما قارنت بين زوجها وبين خالها أو أخيها أو زوج عمتها، وتلك مقارنات تؤثر على الزوج الذي يريد أن يكون الوحيد في حياة زوجته، وربما كان السبب هو تهاون بعض الأسر وتوسعها في الجلسات المسماة عائلية، وهذا أمر يثير غيرة الرجل، وقد يكون السبب هو حاجة الزوج إلى امرأته، وربما .....

وقد أسعدني قولك: زوجي طيب ولا يرفض لي طلبا، فإن الإنصاف عزيز، وكنت أتمنى أن لا أسمع كلمة (لكن)، خاصة بعد أن علمت أنه يسمح لك بزيارة أسبوعية، كما أنه سوف يزيد عدد المرات بلا شك أن كانت هناك حاجة لذلك.

وهنيئا لك بزوج يلبي كل طلباتك، وفي ذلك أكبر دليل على مكانتك عنده، والرجال في بلادنا يعبرون عن حبهم بالعطاء، وقد يعبرون عن حبهم بعدم رضاهم على بعد الزوجة عنهم، وإذا كان الطفل لا يستطيع البعد عن أمه فكذلك الرجل لا يستطيع البعد عن زوجته.

ولست أدري هل يطالبك بالاندماج في أهله هو أم يريدك فقط عنده في البيت، وعلى كل حال فإن المرأة العاقلة تكون في هوى زوجها، كما قالت الصحابية للنبي صلى الله عليه وسلم: (لا آلوه إلا ما عجزت عنه، فقال لها: فإنما هو جنتك ونارك)، ومن فقه الصديقة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما استأذنها في الانشغال عنها: (والله إني لأحب قربك ولكني أوثر هواك)، فكوني في هوى زوجك وافعلي له ما يريد ما دام أن ذلك في طاعة الكريم المجيد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ولك شكرنا على اختيارك للموقع وعلى حسن عرضك للسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأرجو أن يتفهم وضعك العمات والأخوال، وأن تجدي من يعينك على طاعة الزوج وعبادة الكبير المتعال.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات