رفضته عائلتي لأنه مطلّق

0 381

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، وقد تعرفت على شاب منذ سنتين، وهو إنسان محافظ ويتمتع بخصال حميدة وتتمناه كل فتاة تريد الزواج والاستقرار في حياتها، لكن المشكلة أنه مطلق (لأسباب منطقية).

وقد تقدم لخطبتي فرفضته عائلتي لأنه مطلق، وقد تشبثت برأيي وحاولت إقناعهم فتقدم لي مرة أخرى ووافقوا على الزواج به، وحدد الموعد بعد سنة، وأصبحنا نهيئ أنفسنا للزواج، لكنهم في الآونة الأخيرة أصبحوا يجبرونني على الانفصال عنه لأن الناس يرفضون هذه العلاقة، ولا أعرف ماذا أفعل، فنحن نحب بعضنا ولا أستطيع أن أرفض طلب عائلتي ولا أستطيع أن أتخلى عنه وذلك لسبب غير مقنع.

أنا في حيرة دائمة فأرشدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بصلاح الشاب في دينه وأخلاقه مع ضرورة التأكد من الأسباب الحقيقة لطلاقه وفراقه، شريطة أن يكون ذلك من أطراف محايدة، فإن الإنسان لا يتكلم عن نفسه إلا بالخير، وأريد أن ألوم كل فتاة تتعرف على رجل ثم تخبر أهلها بعد تطور العلاقة؛ لأن هذا التسرع من أسباب رفض الأهل وعنادهم، ولذلك فنحن ننصح كل فتاة بضرورة أن تجعل أول الخطوات هي إعلام أهلها ودعوة الرجل للمجيء لدارها من الأبواب؛ فإن ذلك يعمق ثقة الأهل في الفتاة ويزيل في النفوس من التردد ويشعر الخاطب أن الفتاة محترمة وأن وراءها رجال يهتمون بأمرها، وبذلك يندفع الحرج وتحسم الأمور منذ الوهلة الأولى.

ولست أدري لماذا قبل الأهل بالرجل ثم رفضوه، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن يكرر الرجل المحاولات ويدخل الوساطات بعد أن تتوجهوا إلى رب الأرض والسماوات، فإنه سبحانه يصرف القلوب وبيده الخيرات، كما أرجو أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الحكمة والتعقل، واطلبي مساعدة العقلاء والفاضلات من محارمك وأهلك، وأكثري من التوجه إلى الله فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

ولا شك أن الأهل مخطئون في رفضهم للرجل بعد القبول به، كما أن حق القبول والرفض بيدك أنت وحدك إلا إذا كان في الرجل مخالفات شرعية فعند ذلك فقط يمكن أن يعلو صوت الأهل.

وكم تمنينا أن نراقب الله ونلتمس رضاه لا رضا الناس؛ لأن رضا الناس غاية لا تدرك، ولكن العقلاء يطلبون رضوان الله فإذا رضي الله عنهم ألقى لهم القبول في الأرض، علما بأن الناس سوف يتكلمون الآن ويلومون الأهل على تذبذبهم في رأيهم وفي رفضهم لرجل أقروا بأنه لا عيب فيه.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدرك لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات