السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أفيدكم بأن عمري 37 سنة، وأنام حوالي 6 ساعات من العصر إلى الساعة 11 ليلا غالبا، وأستيقظ نشيطا ولله الحمد، ثم أخلد مرة أخرى للنوم بعد ساعتين أو ثلاث ساعات. فهل لكثرة النوم أي ضرر؟!
وبارك الله فيكم.
ملاحظة: أنا من المعجبين بهذا الموقع، وفقكم الله وتقبل منكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالنوم الذي يكون مخلا بالصحة الجسدية أو بالصحة النفسية أو النوم الذي يفقد الإنسان المواظبة على أعماله وعلى تواصله وعلى القيام بواجباته الاجتماعية وعلى المحافظة على صلواته هو نوم غير صحي ونوم ليس صحيحا، كما أن السبيل الذي تنتهجه أنت بأن تنام ست ساعات من العصر إلى الساعة الحادية عشر ليلا ليس صحيا أبدا، فلقد جعل الليل لباسا وجعل النهار معاشا، والنوم يعتمد على بعض الموصلات العصبية والمواد الكيميائية ومنها مادة تعرف باسم (مليتونين)، وهذه المادة تفرز ليلا بالكميات التي تهيئ للإنسان النوم الليلي الصحيح.
إذن: فتنظيم الصحة النومية يعتبر هو الطريق الصحيح لأن يكون نومنا صحيا.
وأقول لك بصراحة أن نومك ليس من النوم الصحي، وأرجو أن تأخذ ذلك مني بسعة صدر.
كما أن تحديد الساعات أو عدد الساعات ليس ضروريا كما يعتقد بعض الناس، فالنوم الصحيح هو النوم الليلي الذي تشعر فيه بالراحة وتستيقظ وأنت نشط ومتقبل للحياة ومتفائل، ومن يقول أن النوم ثمان ساعات فربما يكون الأمر لديه تقديريا، ونعرف أن الرضيع الصغير قد ينام عشرين ساعة في اليوم، وهذا أيضا من الحكم العظيمة؛ لأن هرمون النوم الذي يحتاج له هذا الرضيع لا يفرز إلا في أثناء النوم، كما أن الشيخ الكبير في السن لا يحتاج لساعات طويلة لأنه لا يحتاج للنمو .. وهكذا.
أرجو أن تحسن من صحتك النومية، والصحة النومية تحسن بإدارة الوقت، فالوقت يجب أن يدار بصورة صحيحة، وهذا فن من الفنون.
احسب كم من الساعات سوف تضيع من عمرك بهذه الطريقة!! إنها ساعات طويلة،فأرجو أن تقسم وقتك، وأن تأخذ القسط الكافي من الراحة، وأن تذهب إلى النوم ليلا، وعليك أن تمارس النشاطات الحياتية الأخرى فالنوم يتطلب أن نهتم به لأنه جزء من صحتنا ولكن ليس بإكثاره أو تقليله أبدا، فهنالك ضوابط علمية تحسن من النوم كما ذكرت لك، وتنظيم الوقت هو الأول، وممارسة الرياضة وتجنب المثيرات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، كما أنه لا مانع من القيلولة الشرعية فهي طيبة، ولكن يجب أن لا تطول، كما أن تثبيت وقت النوم ووقت الفراش ليلا يعتبر أمرا هاما وضروريا، وكذلك المحافظة على أذكار النوم، وهذه كلها -إن شاء الله- تساعد على ترتيب الساعة البايلوجية لدى الإنسان مما يحسن من نومه.
وأسأل الله لك الشفاء والصحة ونوما هادئا.
وبالله التوفيق.