تعرضت لضغط عصبي أدى إلى الإغماء، فكيف أتفادى حدوث ذلك مستقبلا؟

0 68

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتقدم بخالص شكري وتقديري لكل العاملين في هذه الشبكة الرائدة، ويعلم الله كم أستفيد منكم وأدعو لكم، فبارك الله فيكم.

لقد تعرضت لضغط عصبي قبل شهر تقريبا، وأدى في حينها للإغماء علي وفقداني للوعي لبعض دقائق، وقد ذهبت لطبيب وأجريت كافة الفحوصات وكانت سليمة ولله الحمد، ولكن منذ يوم الحادثة وأنا أشعر باختناق وكأن شيئا ثقيلا يجلس على صدري، كما أني أشعر ببعض من ضيق التنفس، فماذا أفعل؟ وكيف أتخلص من هذا؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الحادثة التي حدثت قد أدت إلى نوع من التفاعل النفسي والتفاعل الوجداني، والذي حدث لك نسميه بالإغماء العصابي، بمعنى أنه في الأصل هو ناتج من حالة التوتر النفسي الداخلي، وعدم القبول للموقف الذي حدث لك.
وهذه الحالات ربما تحدث لكثير من الناس، خاصة في عمر الشباب، والضيقة التي أتت بعد ذلك والشعور بالاختناق هي في الحقيقة نوع من الانقباضات العضلية، فالأشخاص الذين لديهم القابلية للقلق والتوتر والعصبية يحدث لهم بعض الأعراض الجسدية خاصة الشعور بالاختناق والشعور بالانقباض، وهناك عضلات معينة في الجسم خاصة عضلات الصدر وأسفل الظهر وعضلات الرقبة وكذلك القولون كلها تكون قابلة للانقباض الشديد بعد الاحتقانات النفسية أو التوتر النفسي، وهذا بالطبع يتفاوت من إنسان إلى إنسان حسب تحمل الإنسان وقابليته لمثل هذه التفاعلات، وأرجو أن تطمئني تماما أن هذه الحالة حالة بسيطة جدا، ويمكن علاجها إن شاء الله بسهولة كبيرة ويسر.
أولا: أرجو أن تتناسي الحالة الأولى، والشيء الثاني هو أن تكوني دائما منفتحة في التعبير عن نفسك، فأرجو أن لا تكتمي الأشياء البسيطة، الأشياء البسيطة غير المرضية إذا كتمها الإنسان ولم يعبر عنها أو لم يطرح لها الحلول في وقتها قد تؤدي إلى نوع من الاحتقانات والتراكمات الداخلية، وهذه الاحتقانات تظهر في شكل تفاعلات جسدية مثل الذي حدث لك، وهذا يكثر وسط الإناث أكثر من الذكور فعليه أرجو أن تعبري عما بداخلك، أرجو أن تكوني محاورة جيدة وصابرة، وهذا إن شاء الله يزيل منك مثل هذه المواقف العصبية.
ثانيا: أرجو أن تمارسي أي نوع من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس، يمكنك على سبيل المثال أن تستلقي في مكان هادئ، وتتأملي في شيء طيب وجميل، أغمضي عينيك، افتحي الفم قليلا، ثم بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا، واملئي الصدر إلى أن ترتفع البطن قليلا، فهذا هو الشهيق، بعد ذلك أمسكي الهواء في الصدر لمدة خمس ثوان، وبعد ذلك أخرجي الهواء بنفس البطء وبنفس القوة ولكن عن طريق الفم، وهذا هو الزفير بالطبع.
وكرري هذا التمرين عدة مرات بواقع مرتين في اليوم، مع التأمل الاسترخائي، وأن تتأملي أنك في حالة استرخاء، وهذا أمر ضروري جدا، فهذا التمرين أيضا إن شاء الله يفيد كثيرا في مثل هذه الضيقة.
وعليك أيضا بممارسة أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي إن شاء الله تفيدك كثيرا ، بعد ذلك يأتي الجانب الدوائي العلاجي، وهنالك مجموعة من الأدوية يعرف عنها أنها مضادة للقلق وتحسن المزاج أيضا، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم موتيفال، وأتصور إن شاء الله أنه متوفر في فلسطين، فابدئي في تناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهر إلى شهرين أيضا.
وأنا على ثقة كاملة إن شاء الله أن هذا الدواء بجانب الإرشادات السابقة سوف يفيدك كثيرا وتنتهي هذه الضيقة، ولا شك أنني أوصيك وأوصي نفسي بالمحافظة على العبادات وتلاوة القرآن والإكثار من الذكر ومن الدعاء، فكلها مفرجة للكروب وللهموم، وتساعد إن شاء الله في إزالة هذا الاختناق والضيق.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات